ما هو أساس القانون التجاري ومسوقات وجوده

اقرأ في هذا المقال


ما هي النظريات التي تدور حول أساس القانون التجاري؟

من أجل التمييز بين القانون المدني والقانون التجاري، يختلف الفقهاء في تحديد الحدود بين الاثنين، وظهرت عدة نظريات، أهمها: النظرية الشخصية والنظرية الموضوعية.

 أولاً: النظرية الشخصية:

وفقًا لهذه النظرية، فإنّ الأجراء هم محور القانون التجاري، ولا تنطبق أحكامه إلا على رجال الأعمال الذين يمارسون أنشطة تجارية، يمكن إرجاع جذور هذه إلى ترتبط هذه النظرية بالنظام الطبقي الذي كان سائدًا قبل الثورة الفرنسية، والذي كان يهدف في ظل هذا النظام إلى حماية البرجوازية.، يمكن القول أنّ النظرية الشخصية أو الذاتية تجعل القانون التجاري قانونًا مهنيًا، أي “القانون التجاري” يدعم العديد من الفقهاء هذه النظرية التي دعا إليها بريموت واعتمدها القانون التجاري الألماني والقانون السويسري والقانون الإيطالي.

وتم انتقاد هذه النظرية؛ لأنّ تقديمها حدّ من حرية التجارة وجعلها محتكرة من قبل بعض الناس من ناحية أخرى، من الصعب للغاية تحديد الفئة أو الأفراد الذين يحكمهم القانون التجاري.

ثانياً: النظرية الموضوعية:

وفقًا لهذه النظرية، يحدد القانون التجاري أساسه ونطاق تطبيقه وفقًا لطبيعة العمل إذا كانت المؤسسة تجارية، فسنطبق القانون التجاري عليها بغض النظر عن طبيعة الشخص المسؤول، سواء كان رجل أعمال أم لا. والقانون التجاري هو “قانون الأعمال التجارية” على أساس هذه النظرية، تتوافق هذه النظرية مع مبادئ المساواة والتجارة الحرة التي ظهرت بعد الثورة الفرنسية، وتبناها العديد من الفقهاء بقيادة بارديسوس ودلمار.

كما تم انتقاد هذه النظرية؛ لأنّ تقديمها تسبب في اضطراب في مجال الأعمال بسبب تسلل بعض الأشخاص الذين لا يحترمون أصل التجارة وقيمتها ولا يهتمون إلا بتحقيق الأرباح بأي شكل من الأشكال دون التفكير في أي سيطرة لا يزال الفقه يبحث عن أساس القانون التجاري، سواء كان قانونًا شخصيًا أو قانونًا موضوعيًا، على الرغم من أنّ معظم القانون التجاري يقرر اعتماد هاتين النظريتين لأنه من الصعب إرضاء إحدى النظريات.

ما هو موقف القانون التجاري؟

يرى أن المشرع يميل إلى تبني النظرية الموضوعية، موضحًا أن الطبيعة التجارية ثبت أنها تعمل أولاً، ثم يتم نقلها إلى الشخص المسؤول، وبما أن عدد الأعمال التجارية في قانون التجارة سبق التاجر، فهذا ما لاحظناه بالفعل في قانون التجارة الجديد حددت المادة السادسة الأعمال والمشاريع التجارية الفردية، ثم قررت المادة التاسعة أن المحترف في هذه الوظائف يكتسب صفة التاجر.

لكن إذا تعمقنا في النصوص القانونية، نجد أن معظم الأعمال لها طابع تجاري من احترافية الشخص المسؤول عنها وتوافر عناصر المشروع، وهذا يؤكد تفضيل المشرع للنظرية الشخصية ، لأن الأعمال طويلة، وهناك عدد قليل جدًا من الشركات الفردية فيها.

كما أكد المشرع اهتمامه بالنظرية الشخصية من خلال إخضاع التجار لالتزامات خاصة تجاههم، مثل الاحتفاظ بالدفاتر التجارية، والتسجيل في السجلات التجارية والإفلاس والضرائب التجارية وما إلى ذلك.

ضرورة وجود القانون التجاري:

لدى الفقهاء رأيين في هذه المسألة: الأولى هي الرأي حول وحدة القانون الخاص، أي دمج قواعد القانون التجاري مع القانون المدني، والرأي الآخر يؤيد استقلال القانون التجاري والقانون المدني.

 الرأي الأول: وحدة التشريع الخاص:

يستند رأي الوحدة في القانون الخاص إلى المفهوم الموضوعي للإجراء القانوني، ويدافع العديد من الفقهاء عن هذا الرأي، وأهمهم لاكور الفرنسيون وبوترون وفيفانتا الإيطالية، لا يجد هؤلاء الفقهاء أي مبرر لاستقلال القانون التجاري عن القانون المدني ويدعمون فكرة قانون خاص موحد ينطبق في وقت واحد على التجار وغير التجار وجدت هذه القراءة صدى في بعض القوانين، مثل القانون الإيطالي والقانون السويسري.

ويجادل مؤيدو هذا الاتجاه بأنّ دمج القوانين التجارية والمدنية يبسط العمل ويزيل الحاجة إلى تحديد نطاق كل منهما؛ لأنه يزيل الحواجز بين الائتمان المدني والائتمان التجاري.

الرأي الثاني: استقلال القانون التجاري عن القانون المدني:

في هذا الرأي الفرنسي، سُئل (Askara) وفقًا للمفهوم الشخصي للعمل القانوني؛ لأنّ المخاطرة أكبر بالنسبة للتجار لأنهم يقومون بأعمالهم بسرعة كبيرة ويعني الريح؛ لذلك فهم بحاجة إلى قانون خاص بهم لتنظيم حياتهم العملية.

أما بالنسبة للرجل العادي، فهو يفحص ويفحص أعماله، والتي غالبًا ما تهدف فقط إلى تلبية احتياجاته، ويمكن أن يمنحه القانون المدني ثقة كافية في تنفيذ العقود والإجراءات القانونية.

ويعتمد مؤيدو الرأي القائل بأنّ القانون التجاري مستقل عن القانون المدني على أسباب متنوعة، من أهمها:

  • الاندماج الذي حدث في بعض القوانين كان شكلياً وليس موضوعياً؛ لأنه كذلك احتفظ بأحكام التجار في القانون العام.
  • يمكن حظر تطبيق القواعد المبسطة للقانون التجاري على العلاقات المدنية الأشخاص العاديون من الضمانات التي يقدمها المشرع خاصة؛ لأنهم لا يمتلكون الخبرة التي يتمتع بها المتعاملون لإبرام العقود.
  • الحاجة إلى تعزيز الائتمان المدني بالقدر اللازم للائتمان التجاري؛ بسبب طبيعة الحياة التجارية.

ولا شكّ أنّ لكل من الرأيين المطروحين في الماضي مزايا وعيوب، ولكن يبدو لنا أنه من الأفضل أن يكون القانون التجاري مستقلاً عن القانون المدني لخصوصية الخط التجاري ومخاطره الجسيمة،لا يمكن للأفراد المخاطرة لتلبية احتياجاته فقط، وعادةً ما يكون أقل حرصًا وحذرًا ومع ذلك، كان الموقف التشريعي غير متساو فيما يتعلق بمسألة وحدة أو استقلال القانون التجاري عن القانون المدني، دمجت بعض التشريعات القانون التجاري مع القانون المدني والتزمت بوحدة القانون الخاص، مثل التشريعات السويسرية والإيطالية.

ويتبنى البعض الآخر فكرة فصل القانون التجاري عن القانون المدني، مثل فرنسا وسوريا ولبنان ومصر والكويت وغيرها الكثير، بل وقسم البعض القانون التجاري إلى ثلاثة أجزاء: الأرض والبحر والجو. وبالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الاتجاه الحديث في التشريع يؤدي إلى انقسام أكبر في التشريع، فعلى سبيل المثال في إطار أنظمة الشركات والتحكيم والأسواق المالية وغيرها من القوانين الخاصة التي لا تخضع لقانون الاتجار الأبوي.


شارك المقالة: