أسباب اتساع الوظيفة الإدارية في القانون الإداري
أسباب التوسع في العمل الإداري يمكن إرجاع اتساع نطاق الوظائف الإدارية إلى عدة أسباب، من أهمها ما يلي:
1- حدوث الحرب
كان لظروف الحرب وخاصة الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، تأثير كبير على توسع التدخل في العديد من المجالات التي لم تسمح الدولة فيها بالتدخل في ظل الظروف العادية، مثل تدخلها المباشر في إدارة الغذاء الضرورية وإنشاء أفراد من الشعب والمرافق العامة الذين يتعاملون مع عملية التوريد المباشر، باستثناء التدخل لمنع الاحتكارات ومنع ارتفاع الأسعار بفرض أسعار على المواد اللازمة.
هذه المجالات التي ترتديها الحكومة أدت إلى إقامة علاقات جديدة بين الأجهزة الإدارية والأفراد وكذلك إنشاء مؤسسات ومرافق إدارية غير موجودة والمطلوب تشريعات جديدة، لكن هذه التشريعات مرنة تؤدي إلى الحرية من الأجهزة الإدارية وهذا في كثير من الحالات ويصاحب هذا الوضع بلا شك المساس بالحقوق والحريات الفردية ويؤدي إلى طبيعة جديدة من الخلافات بين الإدارة والأفراد وهذه حالة مماثلة.
2- تطوير وظائف الدولة وتوسيع تدخلها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية
أصبحت تدخلات الدولة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية شائعة بالإضافة إلى التدخلات التقليدية للحفاظ على الأمن الداخلي والخارجي وتشمل هذه التدخلات جميع البلدان ذات الميول الاشتراكية والمزاج الأقل والميول الفردية. بالمقارنة مع سابقتها من خلال شركات الاقتصاد المختلط والمؤسسات الخدمية، فهي منظمة خدمية أنشأتها الدولة في المجالات الاجتماعية والصحية والثقافية.
بالإضافة إلى رعاية وتوجيه المنظمات الخاصة في هذه المجالات، تعد هذه التدخلات زيادة كبيرة في الظروف الخاصة، مثل الحرب أو التهديد بالحرب، أو في حالة الأزمة الاقتصادية. ووفقًا للأهداف التي وضعتها السلطات السياسية وضمن الحدود الموضوعة، يمكن للموظفين الإداريين الذين يتولون تدخل الدولة توفيرها في جميع جوانب حياة المجتمع.
3- التقدم العلمي
قد يؤدي كل اختراع ضخم إلى نشاط إداري جديد، مثل اكتشاف الكهرباء وأهميتها المتزايدة لحياة الإنسان في مختلف المجالات جعل من الضروري للدول أن تبدأ في إنتاج الكهرباء وتوزيعها على الأفراد.
بالإضافة إلى مواكبة التطورات العلمية في هذا المجال واختراع الراديو، هناك أيضًا تطورات رائعة في التلفزيون والاتصالات السلكية واللاسلكية والاتصالات من خلال الأقمار الصناعية وما إلى ذلك وقد أدى هذا التقدم العلمي يقود توسع الأنشطة وما تلاه من إنشاء تشريعات جديدة ومرافق جديدة، فضلاً عن ظهور علاقات جديدة لا حصر لها بين السلطة التنفيذية والأفراد لم تكن موجودة من قبل.