أقسام الرقابة القضائية على الرقابة الإدارية

اقرأ في هذا المقال


هناك قسمان من الرقابة القضائية على أعمال الرقابة الإدارية وهما: القسم الأول الرقابة القضائية في النظام القضائي الموحد والقسم الثاني في نظام القضاء المزدوج وفيما يلي شرح عنهما.

أقسام الرقابة القضائية على الرقابة الإدارية

الرقابة القضائية في النظام القضائي الموحد

يُعرَّف بأنه “تولي الوظائف القضائية من هيئة قضائية واحدة ذات اختصاص شامل للفصل في جميع المنازعات، أي أن الوظيفة القضائية يتم إجراؤها داخل هيئة قضائية واحدة تديرها من خلال محاكمها، وهذه المحاكم على اختلاف أقسامها ودرجاتها، ويشمل اختصاصها أنواعًا مختلفة من المنازعات القضائية، سواء كانت إدارية أو مدنية، سواء كانت تنشأ بين الأفراد أنفسهم أو بين الأفراد والإدارة العامة عند ممارسة وظيفتها”.

كما أوضح أن “النظام القضائي الذي يضم هيئة قضائية واحدة هو الهيئة القضائية العادية، وأن اختصاص هذه الهيئة القضائية الواحدة عام وشامل لجميع أنواع المنازعات القضائية، ويشمل اختصاصها من جهة المنازعات الفردية سواء كانت محاكم مدنية أو تجارية أو محكمة الأحوال الشخصية، وكذلك المنازعات الجنائية بقصد فرض عقوبة على كل فرد ارتكب جريمة، كما يشمل اختصاصها”.

من ناحية أخرى تلك الخلافات التي تنشأ بين الأفراد والإدارة تُمارس الوظيفة القضائية وفق نظام الوحدة القضائية، وهي هيئة قضائية واحدة تباشرها محاكمها، ولها اختصاص عام وكامل في جميع المنازعات المدنية أو الإدارية، سواء الأفراد وعددهم وأطراف النزاع أو الإدارة طرف فيه.

من مزايا النظام القضائي الموحد ما يلي: 

في النظام القضائي الموحد توجد هيئة قضائية واحدة تنفذ أحكام قواعد الشرعية على الجميع دون تمييز بين الحكم والمحكوم عليهم. ويكفل النظام القضائي الموحد حماية الحقوق والحريات الفردية، أي يجب أن تكون هناك هيئة قضائية واحدة تفصل في جميع النزاعات، بما في ذلك المنازعات على الحقوق والحريات الفردية، مما يضمن حماية هذه الحقوق والحريات من قبل القضاء.

حقيقة أن الإدارة تقدم نزاعاتها مع الأفراد إلى نفس الهيئة القضائية التي تفصل في النزاعات الفردية تعني أن الإدارة لا تتمتع بأي امتيازات؛ لأنها تخضع لنفس القاضي الذي يطبق عليها نفس القواعد القانونية التي تنطبق على الأفراد. ويتميز هذا النظام بالبساطة وعدم التعقيد حيث توجد سلطة قضائية واحدة تفصل في جميع المنازعات.

مساوئ النظام القضائي الموحد فهي:

لا يهتم هذا النظام بحقيقة المنازعات الإدارية واختلافها عن حقيقة المنازعات الفردية. ويسمح هذا النظام للقضاء بالتدخل في أمور الإدارة إلى درجة توجيه الأوامر والمحظورات إليها، بل وتعديل قراراتها، مما يجعل الإدارة هيئة تخضع لرقابة القضاء والقضاء يعيق عملها.

ولا يعطي النظام القضائي الموحد أي سلطة تقديرية للإدارة، على الرغم من أن الإدارة تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة وإشباع الحاجات العامة للمواطنين، ولا يضمن النظام القضائي الموحد علمياً الحماية الكافية للحقوق والحريات العامة، حيث تلجأ الإدارة إلى إيجاد الوسائل والأساليب التي تجعل بعض أعمالها محصنة من الرقابة القضائية.

الرقابة القضائية في نظام القضاء المزدوج

يُعرَّف النظام القضائي المزدوج بأنه “تؤدي الوظيفة القضائية في الدولة هيئتان قضائيتان منفصلتان ومستقلتان عن بعضهما البعض”. ويقوم على وجود هيئتين قضائيتين مستقلتين، الهيئة القضائية العادية، والتي تختص بالفصل في النزاعات التي تحدث بين الأفراد أو الأفراد والإدارة عندما يكون سلوكها كفرد من أفراد القانون الخاص، حيث يطبق القضاء الأحكام من القانون الخاص لحل هذا النوع من الخلافات والهيئة القضائية الإدارية.

من مزايا نظام العدالة المزدوج 

يقوم النظام القضائي المزدوج على تأسيس قضاء إداري متخصص يتكون من عدة محاكم برئاسة هيئة قضائية عليا تكون المرجع النهائي للطعن. ويضيف النظام القضائي المزدوج إلى فكرة الهيئات القضائية المختلفة التي تنظر في النزاعات في الدولة فكرة القواعد المختلفة المطبقة على تلك الخلافات، رغم أن هذا ليس مطلقًا، وهذا النوع من القضاء يقوم على أساس وجود هيئتين قضائيتين، كل منهما تختص بالنظر في نوع معين من المنازعات.

فالقضاء الإداري هو المختص بالنظر في المنازعات الإدارية، والقضاء العادي ينظر في المنازعات العادية، لذلك كان من الضروري أن يكون لها هيئة مختصة بحل الأشكال المحتملة من الخلاف بين الهيئتين القضائيتين، بحيث يتم تحديدها عند اللجوء إليها، أما الهيئة المختصة بالنظر في النزاع سواء كان القضاء العادي أو الإداري، والقرار ملزم من ناحية ومن ناحية أخرى يتطلب وجود ضابط لتوزيع الاختصاص بينهما.

إن مساوئ ازدواجية العدالة هي تعقيد الإجراءات ومشاكل تنازع الاختصاص بين طرفي القضاء، حتى لو كانت هناك محاكم للفصل في تنازع الاختصاص بين طرفي القضاء، فإن هذا يؤدي إلى إطالة أمد التقاضي وإرهاق المتقاضين مالياً وإلقاء أعباء إضافية على الدولة.

وفي النهاية إن تداخل الاختصاص بين طرفي القضاء يمثل مشكلة مطروحة بسبب صعوبة الاتفاق على معيار لتوزيع الاختصاص بين الجانبين. تجد السلطة القضائية نفسها صعوبة في تحديد السلطة المختصة في بعض الحالات”.


شارك المقالة: