يعتبر القانون الدولي للبحار من أهم القوانين في الوقت الحاضر. ويشمل المحيط جميع البلدان، سواء كانت دولاً ساحلية أو غير ساحلية. والبحار هو مصدر الثروة البشرية. ولذلك، تعتمد الموارد الغذائية لمعظم الناس على مصادر مهمة للمحيطات. والبحار هو أفضل وأرخص وسيلة مواصلات. ولذلك، من السفن الشراعية إلى السفن التي تعمل بالطاقة النووية، حققت الصناعة البحرية تقدمًا كبيرًا. ويختلف الموقع الجغرافي والقدرة على تطوير المحيط من بلد إلى آخر. وقد لا تتمكن المناطق الساحلية في بعض البلدان من الاستثمار، بينما تتأثر بعض الدول بموقعها الجغرافي، بينما لا تستطيع دول أخرى دخول البحر ولديها إمكانات استثمارية.
تعريف قانون البحار:
قانون البحار: هو مجموعة من القوانين الدولية، تشمل مبادئ وقواعد المؤسسات العامة (خاصة الدول) المتعلقة بالشؤون البحرية. وبما في ذلك حقوق الملاحة وحقوق المعادن البحرية وسلطة المياه الساحلية. وهو فرع من فروع القانون الدولي العام، على غرار قانون (الإمارة البحرية)، ويغطي جميع الأمور المتعلقة بالاتصالات البحرية الخاصة. وتعتبر اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي أبرمت في عام 1982 ودخلت حيز التنفيذ في عام 1994، تدوينًا للقانون البحري الدولي العرفي.
أهمية قانون البحار:
البحار هو نقطة التقاء جميع البلدان، مع مصالح متعارضة، وأيديولوجيات مختلفة، ومليئة بالعداء. وفي ضوء هذه التناقضات، يجب وضع قواعد قانونية دولية حتى تتمكن الدول من إفادة البشرية بطريقة عادلة ومنصفة وتجنب النزاعات بين الدول. وتحقيقاً لهذه الغاية، تم إبرام العديد من الاتفاقيات الدولية لتنظيم حقوق والتزامات الدول البحرية. وهي تحدد الولاية القضائية الوطنية للبلد في مناطقها الساحلية وتنظم طرق وأساليب وكميات الصيد. وفي عام 1958، تم إبرام أربع اتفاقيات دولية لتنظيم المياه الإقليمية والتنمية البحرية وحقوق المرور الدولي وصيد الأسماك.
ونظراً للتطور الهائل في بناء السفن وصيد الأسماك وصناعة الموارد البحرية الحية، بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات الطويلة، تمكن المجتمع الدولي من إبرام “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار” في عام 1982. وهذا يحدد حقوق والتزامات الدول البحرية. وبالنظر إلى أن الدول العربية تقع على العديد من المحيطات الدولية المهمة ولها سواحل طويلة، فبعضها دول نفطية وتحتاج إلى نقل منتجاتها إلى دول حول العالم عن طريق السفن البحرية ومد أنابيب النفط والغاز.