تمييز الخطأ المرفقي عن الخطأ الشخصي في المسؤولية الإدارية

اقرأ في هذا المقال


تمييز الخطأ المرفقي عن الخطأ الشخصي في المسؤولية الإدارية

للمسؤولية الإدارية وفصلها عن الأخطاء الشخصية المصاحبة هي أخطاء منسوبة إلى الإدارة أو المنشأة نفسها، على الرغم من أن الخطأ قد ارتكب من قبل أحد الموظفين من خلال الإهمال في أداء واجباتهم الوظيفية، مما يعني أن هذا الأخير تسبب في ضرر وتسبب في مسؤولية الإدارة ومسؤوليتها عن الأضرار المفترضة، فيكون له شكلين:

  • أخطاء موظفين معينين: حيثما أمكن، سننسب مثل هذه الأخطاء الناتجة عن المسؤولية الإدارية للموظفين المحددين أنفسهم أو موظفيهم المعينين، مثل مطاردة الشرطة لمجرم هارب على طريق عام في محاولة لاعتقاله أثناء تشغيله وأثناء مطاردته، أصيب أحد المارة بالرصاص وأصابه. ويعتبر هذا الخطأ مضافا رغم أنه صادر عن الشرطة، أي من موظف معين؛ لأنه وقع منه أثناء تأدية وظيفته، وبسببه.
  • خطأ منسوب إلى الحجز نفسه: يتم عرض هذه الصورة دون معرفة مصدر السلوك الضار المؤدي إلى المسؤولية الإدارية، على سبيل المثال قيام الشرطة باعتقال أحد المتظاهرين وفي مقر الشرطة قامت الشرطة بضربه مما تسبب في إصابته. وخطأ إذا لم يتمكن القضاء من تحديد الشرطة أو الشرطة التي هاجمت الضحية، بحجة سوء تنظيم المنشأة الأمنية. ويمكن تبسيط عمليات إرفاق الأخطاء إلى ثلاث فئات:

1- سوء تنظيم المنشأة العامة: أي أن المصلحة العامة مسؤولة بشكل إيجابي عن تقديم الخدمة الموكلة إليها ولكنها تؤدي هذه الخدمة بشكل سيء، لذلك تسأل الإدارة عن خطأها، هل الخطأ في قرار إداري أو قوانين مهمة، أي جميع الإجراءات الإيجابية الصادرة عن السلطة التنفيذية والتي تنطوي على أخطاء، فمثلاً نعتقد أن قانون البلديات يلزم البلدية بتنظيم فرقة إطفاء إداري.

2- سوء إدارة المرافق العامة: يمكن أن يأتي الخطأ من المنشأة نفسها، ويمثلها سوء إدارة للمنشأة، وإذا تسبب في ضرر لشخص ما، فهناك مسؤولية إدارية، مثل إصابة بعض الموظفين في جزء من المنشأة حيث يتواجدون فيها. والعمل في مكان عام نتيجة سوء التهوية بعد التسخين بالفحم.

3- عدم تقديم الخدمات العامة: يتمثل في فشل المنشأة في تقديم الخدمة المطلوبة، أي أن الإدارة تتخذ موقفاً سلبياً، ولا تقدم وتؤدي الخدمات التي كان ينبغي تقديمها بالطريقة التالية، مما أدى إلى حدوث خطأ. ويطلب منه التعويض عن الضرر الناجم عن تحيزه، مع مراعاة أن المدير التنفيذي أو الموظف ليس لديه أي امتياز أو حق شخصي يمكّنه من ممارسة أو عدم ممارسة أهليته حسب إرادته. وسواء كانت صلاحياتها تقديرية أو محدودة، فإنه التزام قانوني للموظفين المختصين لممارسة السلطات القانونية إما بمفردهم أو وفقًا للشروط المنصوص عليها في القانون. ومن الأمثلة على ذلك رفض الحكومة إقامة الحواجز اللازمة لمنع الإهمال في إصلاح الطرق العامة.

ما يميز بين أخطاء المرفق عن الأخطاء الشخصية

بالإضافة إلى الأخطاء المصاحبة كترتيب عام للأصول، فإن الإدارة مسؤولة عن الأضرار التي تلحق بالآخرين بسبب أفعالها (سواء كانت مادية أو قانونية)، والأخطاء الشخصية التي يكون الموظف وحده مسؤولاً عنها، مما يجعله ملزمًا باستخدام أمواله الخاصة لتحقيق الربح. وعلى أخطائه؛ لأن المسؤولية الإدارية تتطلب بالضرورة التمييز بين الأخطاء المصاحبة والشخصية. وتتعدد تفسيرات كل من الفقه والعدالة الإدارية، وعند تحديد الوزن والمعايير الدقيقة للتمييز بينهما نقسمها على النحو التالي:

أولا: المعايير الفقهيه

تم تقسيم هذا المعيار الى عدة أقسام وهي على الشكل التالي:

  • معيار الدافع الشخصي: يميز الفقيه لافرير بين أخطاء المرفق والأخطاء الشخصية حسب معيار الدافع الشخصي. ويعتمد معنى المعيار على العوامل الذاتية للموظف. ولا توجد نية لإيذاء الآخرين، وفي هذه الحالة يعتبر الخطأ مضافًا، ولكن يعتبر خطأ شخصيًا إذا تعمد الموظف فعل شيء ضار من إرادته، على حساب الصالح العام.
  • المعايير الموضوعية: يقول مؤيدو الرأي بقيادة الفقيه “دوغيت” أن الأخطاء شخصية، فإذا سُئل الموظف عن الخطأ وتحمل تبعات كون الغرض منه تحقيق هدف خاص أو غرض شخصي، وإذا كان الإجراء الذي تم اتخاذه أقل بكثير من الأهداف والغايات التي لا علاقة لها بالأهداف الإدارية أو الخدمات التي طلبها. والأخطاء شخصية والمسئولية تقع على عاتق الموظف نفسه وأمواله. وأما إذا تصرف الموظف بحسن نية ولصالح المصلحة العامة أثناء قيامه بأفعاله، فيُعتبر الخطأ مضافًا ولا يُسأل عنه، بل يُلام على الإدارة للحصول على تعويض.

الشيء الذي يجب ملاحظته هنا هو أن اعتماد هذا المعيار يجعلنا نبحث عن النوايا والدوافع الشخصية للموظف، سواء كانت جيدة أو سيئة، بشكل غير محسوس، وبالتالي تضييق نطاق الخطأ الشخصي.

  • المعيار الزائف للانفصال عن العمل: دراسة الفقهاء الإداريين ومنهم الفقيه “هوريريو”، والتي بموجبها نواجه خطأ شخصيًا إذا ارتكب الفعل من قبل الموظف خارج ساعات العمل وليس عند تأدية العمل، أي خارج التزامات العمل. وعليه، وضع الفقيه “هوريريو”، بعد حكم وزارة الخارجية في قضية زيمرمان، معيارًا جديدًا للتمييز بين نوعين من الأخطاء، تعتبر أخطاء الفصل عن العمل أخطاء شخصية وأخطاء لا علاقة لها بالعمل ويعتبر مرفقًا.
  • معايير شدة الخطأ: يميز الفقهي “جيزي” بين أخطاء المرفق والأخطاء الشخصية على أساس أن الموظف ارتكب خطأ شخصيًا، إذا كان خطأ جسيمًا، خارج نطاق خطأ كبير، وإذا كان موظفًا عامًا في أداء واجباته من الأخطاء الجسدية أو المخاطر العادية التي قد يواجهها عند مباشرة واجبات الوظيفة.
  • معايير طبيعة الإخلال بالواجب: يميز الفقيه “دوس راي” بين الأخطاء الشخصية وما يصاحبها من أخطاء حسب طبيعة الإخلال بالواجب، ويقسمها إلى نوعين: واجب الإثبات العام بأن عبء الإثبات يقع على كل فرد، وهو ما ينص عليه القانون، تعتبر الانتهاكات أخطاء شخصية. والفئة الثانية هي الالتزامات المرتبطة بالعمل الوظيفي ويعتبر انتهاكها خطأً مصاحباً.

ثانياً: المعايير القضائية

تم تقسيمها أقسام عدة وهي ممثلة على الشكل التالي:

  • أخطاء لا تتعلق بالوظيفة العامة: سُئل الموظفون عن الأخطاء الشخصية عندما يرتكبون أخطاء في حياتهم الخاصة أثناء فصلهم تمامًا عن وظائفهم. ويطلب الموظف بموجبه من الفرد تحمل المسؤولية عن الأضرار، ومهما كانت خطورتها فلن تسأله الإدارة؛ لأن الخطأ لا علاقة له بالعامة.
  • الأخطاء التي تحدث أثناء أداء واجبات الوظيفة: الأخطاء التي قد تكون أخطاء شخصية قد يرتكبها موظف عام أثناء أداء واجباته، ولكن دون أي ارتباط بينها وبين المنشأة، أي أخطاء غير مرتبطة عملهم، وقد تكون هذه الأخطاء شخصية كلما كان هدف الموظف هو تحقيق أهداف وغايات شخصية لا تتعلق بالصالح العام.

شارك المقالة: