دعوى الإلغاء ضمانة لسيادة مبدأ المشروعية للقانون الإداري

اقرأ في هذا المقال


من أجل فهم فكرة الشرعية في النظام الدستوري بشكل صحيح ومباشر، فمن الضروري الرجوع إلى فلسفة النظام الإداري من حيث الشرعية القانونية، ويستند الأصل القانوني لهذه الفلسفة على حقيقة أن السلطة ليست مادية القوة ولكنها ضرورة اجتماعية وهي قانونية في حدود موافقة الشعب وتمارس إلى حد معين بطريقة محدودة وغير مطلقة، وبهذا المعنى فهو يخضع للقانون وسيطرته، مهما كان هذا القانون فإن هذا المعنى القانوني للسلطة هو دائمًا ما هو عليه، حتى لو كان بعيدًا عن معنى الشرعية، حتى في أوقات الثورة، والفقه الديمقراطي.

دعوى الإلغاء ضمانة لسيادة مبدأ المشروعية للقانون الإداري

يصور دعوى الإلغاء ضمانة لسيادة مبدأ المشروعية للقانون الإداري أيضًا السلطة الفعلية للحكومة كسلطة تشريعية تعود للمعاني الدستورية والقانونية التي وصفها القانوني هو سقوط الدستور مع ظهور الثورات، وأعلن القضاء الإداري سحب الدعوى حفاظاً على مبدأ الشرعية أي الالتزام بمبدأ القانون الشرعية أو الامتثال للقانون. وهكذا، فإن القضاء الملغى يوصف بأنه القضاء الموضوعي الذي يطعن في عدم شرعية القرار الإداري.

وعلى هذا الأساس توصف إبعاد القضاء بأنها وصي على الشرعية. تختلف العدالة الإدارية التي تلغي عقوبة الإلغاء عن العدالة الفردية التفرغية، وهي العدالة الشخصية، حيث يطالب المدعون بحقوق فردية من خصومهم، ويتمتع القضاة بالسلطات الكاملة لتصحيح وتعديل القرارات غير التشريعية ومنح تعويضات عن الأضرار الناجمة.

وفي بداية القضية كان الحكم في هذه القضية هو فصل دعوى النقض عن الدعوى القضائية الكاملة، فإذا أراد المدعي الطعن في القرار الإداري غير القانوني من خلال الإلغاء والتعويض، وكان عليه أن يرفع دعوتين قضائيتين منفصلتين إحداهما دعوى الإبطال، وقررت بشكل غير قانوني، ورفع دعوى قضائية للحصول على تعويضات.

أثبتت التجربة أن الفصل بين قضيتين إداريتين مضيعة للوقت وفي حكم المحكمة الناظرة للدعوى المنظور بحلها، في حال رفع موظف تسلم معاشا دعوى قضائية لإلغاء القرار وتعويضه عن الأضرار التي لحقت به بما تقدر حوالي سنة ونصف من الضرر اللاحق به، وبالنظر إلى ما تم الكشف عنه، يبدو أنه مضيعة للوقت للفصل بين الفعلين والإبطال ورد في العدالة الإدارية الكاملة.

نتيجة لذلك عكس المجلس الإداري موقفه السابق وسمح بدمج التماسات الإلغاء مع الالتماسات، وبدأت الدعوتان في الاستماع إلى القضية برمتها في ذات الوقت وتشكل دعوى الإلغاء التي أقامها مجلس الإدارة قيداً على السلطة الحاكمة، فقد بلغ القضاء الإداري درجة كبيرة في ضبط قرارات الهيئة الإدارية، ولم يتردد القضاء الإداري في توسيع نطاق صلاحياته وضبط قرارات الجهات التنفيذية حتى في الحالات الاستثنائية، ومن التحقق من توافر شروطها حتى تستطيع الإدارة الاحتجاج بها، ويجب أن تكون حالة الوضع الاستثنائي متاحة ويجب أن تكون الإجراءات المتخذة ضرورية لمواجهة الوضع الاستثنائي حيث تقدر الضرورة ضده.

شروط قبول مطالبات دعوى الإلغاء

تشير شروط قبول دعوى النقض الإداري إلى الشروط التي يجب أن تستوفيها المحكمة للنظر في الدعوى الإدارية، والتي لا علاقة لها بموضوع الدعوى الإدارية، وقبول الدعوى من قبل المحكمة الإدارية لا يعني وقف تنفيذ القرار غير القانوني، لذلك لا يزال القرار نافذاً وله أثر قانوني حتى تقرر المحكمة وقف تنفيذ القرار الإداري أو إبطاله نهائيا.

من المعروف أن قرارات السلطة التنفيذية محمية بانتهاء فترة استئناف الإلغاء، بحيث لا يمكن استئنافها بعد الموعد النهائي على أساس الإلغاء (المعروفة باسم حالات تجاوز الصلاحيات)، وهو المبدأ القائل بأن المعاملة المشروعة يجب أن تكون مستقرة ينطبق عليه بشكل أساسي، ويجب التفريق بين القرارات غير الموجودة والقرارات الإدارية غير التشريعية، فالقرارات غير الموجودة ليست ذات طبيعة إدارية ويمكن الطعن فيها في أي وقت.

والشروط التي قد نقرر بموجبها قبول مطالبة الإلغاء هي:

  • يجب أن يكون القرار المعني قراراً إدارياً نهائياً وليس عملاً موضوعياً: والقرارات اللإدارية القابلة للاستئناف هي قرارات إدارية وقرارات نهائية للجهات الإدارية المختصة بالعمل الإداري.
  • فاعلية شروط المصلحة من المبادئ المقبولة: عمومًا أنه إذا كانت هناك مصلحة ترفع دعوى قضائية، وإذا لم تكن هناك مصلحة فلن تكون هناك دعوى قضائية؛ ولأن دعوى الإبطال هي دعوى قضائية موضوعية، يمكن للمدعي قبول دعوى الإبطال طالما أن لديه مصلحة فردية مباشرة، حيث يجب أن تكون المصلحة فردية وفورية، لذا يجب أن يؤثر القرار المعني بشكل مباشر على المصلحة الشخصية للمستأنف. أحد المبادئ التي أرستها العدالة الإدارية هو أن المصالح يمكن أن تكون أخلاقية، وحتى مادية، وأن المصالح يجب أن تتحقق، وأن العدالة الإدارية توسع تفسير شروط المصلحة لقبول المصالح المحتملة.
  • آخر موعد لرفع الدعوى الإدارية: حدد المشرعون الإداريون مواعيد محددة للاستئناف ضد القرار الإداري عادة تكون، ستون يومًا من موعد نشر القرار الإداري في الجريدة الرسمية أو إعلان الدائرة أو إشعار الموظفين المعنيين هو الحد الزمني لعدم الرضا عن القرار الإداري. ويُسمح بدعوى الفصل على أساس التوفيق بين المصالح العامة والخاصة.
  • لا يوجد استئناف مقابل: يشترط لقبول دعوى الفصل ألا يكون للمدعي وسيلة قضائية أخرى لتحقيق نفس نتيجة دعوى الفصل. هذه النظرية (نظرية الدعوى الموازية هي نظرية قضائية اخترعها مجلس الإدارة حتى لا تتراكم الدعاوى القضائية أمامه، وبما أن رفع دعوى الإلغاء دون دفع رسوم يؤدي إلى تراكم الدعاوى أمام مجلس الإداري، لذلك يريد تقليل عدد الدعاوى المتراكمة، لذلك ابتكر نظرية الإجراءات الموازية، فإذا كانت هناك طريقة أخرى للاستئناف، يمكن للطرفين قبولها بدلاً من اللجوء إلى الفصل.
  • فيما يتعلق بالضمانات التي توفرها إجراءات الإلغاء لمبدأ الشرعية: المبدأ الأساسي للديمقراطية هو سمو الشرعية ومبدأ الطاعة الإدارية للقانون، لذلك يجب أن تستند الإجراءات الإدارية إلى قوانين أو أنظمة، وتفضيل الديمقراطية لمبدأ الشرعية يقوم على الحقائق، وسيادة القانون وهي المؤسسة الأقوى تعبير عن مبدأ الشرعية بعد الثورة الفرنسية، نظرًا لسن القوانين من قبل الهيئة التشريعية، فإن السلطة التنفيذية تخضع وظيفيًا للمشرع، وبالتالي فإن ظروف النظام الديمقراطي تملي على التفويضات التشريعية أن تكون محددة ومعينة؛ لأن التفويضات العامة أو غير المحددة تعني ضمناً نقل السلطة التشريعية من البرلمان إلى السلطة التنفيذية.

وفي النهاية إن الإشراف والرقابة على دعوى الإلغاء في القضاء الإداري على ركيزة القرار الإداري هو بالدرجة الأولى من أجل حماية وحفظ مبدأ الشرعية، ومنع الإدارة من الخروج عن رقابة الشرعية حفاظاً على الطاعة للقانون الإداري، بما يحقق العدالة الإدارية والأمن والاستقرار السائد في المجتمع.


شارك المقالة: