عيوب نظام القضاء الإداري الموحد

اقرأ في هذا المقال


عيوب نظام القضاء الإداري الموحد

الحقيقة أنه بالرغم من أن النظام القضائي الموحد يتمتع بمزايا كثيرة، إلا أنه يشوبه العديد من النواقص، من أهمها ما يلي:

  • يتجاهل النظام الاحتياجات الإدارية ومتطلبات المصلحة العامة وتتطلب هذه المتطلبات وجود قواعد قانونية خاصة وقواعد قانونية مختلفة تنظم العلاقة بين الأفراد والجميع. ولن يؤدي توازن الأفراد ونظام قضائي موحد إلى وضع مثل هذه القواعد؛ لأن المحاكم العادية لا تعتقد أن القواعد القانونية المختلفة القائمة على ما إذا كانت هذه الخلافات بين الأفراد وسيتم تطبيق الدائرة الإدارية عليهم بموجب تحقيق نزاع.

أما وجود محاكم إدارية مستقلة عن المؤسسات القضائية العادية فهو يساهم في وجود قانون اداري تستجيب قواعده للاحتياجات الادارية ومتطلبات المصلحة العامة وهذا بالضبط ما حدث في فرنسا.

  • القبول أيضًا بنظام قضائي موحد فهو ينفي استقلال السلطة التنفيذية؛ لأن من سماته أن القضاة فيه كما في حالة المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، لهم الحق في توجيه السلطة التنفيذية بأوامر ونوايا مكتوبة، أو مراجعة القرار الذي اتخذته، مما يجعل الدائرة الإدارية خاضعة لمركز القضاء المهيمن من جهة ويتعارض مع مبدأ فصل السلطات من جهة أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن توجيه مثل هذه الأوامر يعتبر تدخلًا في عمل السلطة التنفيذية ويعيق عملها.
  • تطبيق النظام في بلد المنشأ المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية هو الاعتراف بنواقص هذا النظام وعدم قدرة المحاكم العادية على مواجهة مشاكل الإدارة وفهم طبيعة مهامها وكذلك الوسائل المناسبة لإنجاز هذه المهام. ويميل المشرعون البريطانيون إلى استبعاد النزاعات الإدارية المختلفة من اختصاص المحاكم العادية ووضعها تحت اختصاص الوزراء أو اللجان الخاصة أو المحاكم الإدارية الخاصة، مثل النزاعات المتعلقة بالصناعة والتجارة وبراءات الاختراع والنقل والضمان الاجتماعي والصحة العامة والتعليم.

لا يختلف نهج المشرع الأمريكي عن نهج المشرعين البريطانيين في هذه المسألة؛ لأنه أصدر العديد من القوانين التي تحدد مسؤولية الدولة. ووفقًا لهذه القوانين، قدم التماسات وطلبات لتفويض السلطة القضائية إلى البرلمان للنظر في قضايا المسؤولية والعديد من اللجان الإدارية. وهذه الخلافات التي انسحابها المشرعون البريطانيون والأمريكيون من اختصاص المحاكم العادية، على الرغم من أنها مجرد استثناءات محددة، وصلت إلى مستوى يكاد يطغى على المبدأ العام وهو اختصاص المحاكم العادية للنظر في المنازعات الإدارية. وقد أدى ذلك إلى اتجاه بعض الفقهاء إلى إنشاء مؤسسة إدارية وقضائية مستقلة، الأمر الذي سيؤدي إلى تحرير القانون الإداري وتفعيله وتنميته وازدهاره.


شارك المقالة: