كيف يكون عقد الترخيص باستعمال العلامة التجارية مشروعاً تجارياً؟

اقرأ في هذا المقال


عقد الترخيص باستعمال العلامة التجارية كمشروع تجاري:

يتم توقيع عقد ترخيص باستخدام العلامة التجارية بين مشروعين تجاريين، وهذان المشروعان هما المشروع المرخص ومشروع الترخيص. وفي معظم الحالات يكون المشروع المرخص شركة تجارية كبيرة تمتلك علامة تجارية معروفة وموثوقة من قبل الجمهور المستهلكين، ومشروع الترخيص شركة جديدة تأمل في زيادة وتحسين منتجاتها وتوسيع أعمالها من خلال سمعتها التجارية.

وتتمتع العلامة التجارية بمزايا موضوع عقد الترخيص وتميز العلاقة التعاقدية بين بند الترخيص، وتتميز بميزتين هامتين، بالإضافة إلى كونها إحدى الركائز الأساسية التي يقوم عليها عقد ترخيص العلامة التجارية، أي الرقابة والإشراف على المرخص له من قبل المشروع المرخص؛ لضمان قيام المرخص له بأداء التزاماته في الترخيص.

ولن يضر هذا النهج بسمعته التجارية، ولن يضر بالاستقلال المالي والإداري والقانوني بين المشروع المرخص له؛ لأن المرخص له ليس مشروعًا مرتبطًا بالمشروع ولكنه مشروع مستقل.

أولاً: الرقابة والإشراف التي يمارسها المشروع المرخص:

إن جوهر عقد ترخيص العلامة التجارية، هو عنصر تحكم المرخص له في أعمال المرخص له، والغرض من هذه الرقابة والتحكم هو تحقيق وتوفير نموذج شبكة ترخيص موحد ومستقر، وضمان جودة المنتجات أو الخدمات المقدمة إلى الجمهور والكفاءة، وهو ما يسعى المرخص له إلى تحقيقه؛ لأن هذه الجودة والكفاءة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعلامته التجارية وسمعته التجارية من خلال ظهور شبكة الترخيص المقدمة للمستهلكين.

كما لو كانت كيانًا قانونيًا واحدًا، ممّا يعني يعتقد هؤلاء المستهلكون أنهم يتعاملون مع المرخص؛ لأن هؤلاء المستهلكين يستنتجون العلامة التجارية على أصل المنتج وجودته، وهو ما يسعى إليه كل من المرخص له ويتم تقديم الانطباع دائمًا أمام الجمهور.

ولذلك، في عقد الترخيص من الطبيعي استخدام العلامة التجارية للمرخص لمراقبة أعمال المرخص له؛ لفهم درجة التزامه بالطريقة المتفق عليها والأساليب المستخدمة في عملية التصنيع والتوزيع، والحق في مراقبة استخدام علاماته التجارية والحق في توفير السلع والخدمات؛ لمنع العملاء من اتخاذ أي إجراءات قد تضر أو ​​تقلل من قيمة علاماتهم التجارية وخصائص وجودة المنتجات أو الخدمات التي يقدمها المرخص له للمستهلكين.

ويمنح عقد الترخيص الخاص باستخدام العلامة التجارية للمرخص له الحق في استخدام العلامة التجارية، ووضعها على المنتجات والخدمات التي توفرها، ممّا يمنح المرخص له مركزًا تنافسيًا قويًا، وبالتالي يمكن للطرف الآخر أن يلحق الضرر بالعلامة التجارية من حيث سمعة المرخص له.

وتميّز المرخص له باستخدام العلامة التجارية المرخصة على سلع رديئة؛ لذلك من الضروري تزويد المرخص له بضمانات كافية من خلال التحكم والإشراف على ممارسة المرخص له لعمل المرخص له لضمان عدم حدوث ذلك.

والغرض الرئيسي من الإشراف هو حماية المرخص له من خلال ضمان عدم الإساءة إلى سمعة الشركة التجارية وحقوق المستهلك، كما أكد القضاء الأمريكي في قضية (Coca_cola_Bennett) في ذلك الوقت، حيث أشارت المحكمة إلى أن منح المرخص له إن الحق في التفتيش والإشراف على العبوات المستخدمة لمراقبة الجودة في جميع المراحل سيمنع الجمهور من الخداع والغش.

لذلك، طالما أن المرخص له يتحكم في عمل المرخص ويشرف عليه، فإن عقد الترخيص الخاص باستخدام العلامات التجارية لن يخدع أو يضلل الجمهور؛ لأنه حتى لو تم تصنيع المستهلك من قبل المرخص له، فسيظل المستهلك يحصل على البضاعة، لكن لها هدة خصائص وهذه الخصائص هي: خصائص العلامة التجارية المبينة في الترخيص لا علاقة لاهتمام المستهلكين بمصدر المنتج باعتمادهم على جودة المنتج، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالحصول على درجة سيطرة المرخص له.

ويتضح من ذلك أنه بدون رقابة وإشراف، يستحيل تصور عقد ترخيص لاستخدام العلامات التجارية؛ لأن ذلك يعود إلى المرخص له والمستهلكين للتأكد من أن المرخص له يوفر السلع أو الخدمات مع المرخص، وهو أمر مهم للغاية.

والعلامة التجارية من نفس نوعية السلع أو الخدمات التي تحملها ويتم توفيرها من قبل المرخص له؛ لذلك يتم توفير الحماية اللازمة للطرف الآخر للعلامة التجارية والمستهلك، خاصة وأن معظم المستهلكين لا يميزون بين السلع المنتجة من قبل المرخص له وقدرة المرخص على إنتاج البضاعة، بحيث تبدو البضائع وكأنها تأتي من مصدر واحد، وبالتالي فإن منتجات الأطراف ستترك أي آثار سلبية، وسيكون للمرخص له تأثير سلبي على الأعمال سمعة وهوية المرخص له، والعكس صحيح.

ثانياً: الاستقلال المالي والإداري والقانوني بين المشروع المرخص والمشروع المرخص له:

على الرغم من أن المرخص له يراقب ويشرف على أنشطة المرخص له، إلا أن المرخص له لا يزال يتمتع بالاستقلال المالي والإداري والقانوني، ويستخدم علامته التجارية لفترة زمنية معينة من الناحية المالية، فإن المسؤولية المالية للمرخص له لا علاقة لها بالمسؤولية المالية للمشروع المرخص، ممّا يجعله يتحمل جميع تكاليف استثمار المشروع، ابتداءً من تكلفة إنشاء المشروع وتعيين الكوادر، وأخيراً على أقساط التي يجب أن تدفع على أقساط إلى المرخص له مقابل ترخيص باستخدام علامته التجارية لهذا الغرض، وبسبب هذه الاستقلالية، فإن المخاطرة التي قد يتعرض لها المشروع المرخص له يتحملها الأخير، ولا يتجاوز تأثيره المشروع المرخص له.

ومن هنا يستنتج أنه على الرغم من أن المرخص له يتحكم ويشرف على عمل المرخص له، إلا أن المرخص له الذي يستخدم العلامة التجارية في عقد الترخيص لا يزال يتمتع بالاستقلال المالي والإداري والقانوني عن المرخص له، ولا يمكن للمرخص له رفضه.


شارك المقالة: