التعريف القضائي للنظام العام في قانون العمل:
النظام العام هو مجموعة من القواعد الضرورية لحماية السلم الاجتماعي الذي يجب الحفاظ عليه، بحيث يمكن لكل شخص في الدولة استخدام قدراته المشروعة في الداخل حدود حقوقه المشروعة في محل إقامته، واعتبار أن كل ما يتعلق به، هو مفهوم غير مستقر يتطور مع تطور الأزمنة والدوائر الاجتماعية.
ويلاحظ من التعريف أنه كان مقصورًا على السلم الاجتماعي، أي أنه كان ضيقًا جدًا، حيث ينحرف هذا التعريف عن عدة مجالات خاصة بالنظام العام. في الواقع، النظام العام هو فكرة مرنة تختلف باختلاف الزمان والمكان. ومع ذلك، فإن النسبية والمرونة النظام العام لا يمنعه من وضعه في إطار قانوني محدد، وقد تجلى ذلك في القرار الصادر عن الغرفة الإدارية للمحكمة العليا في 14 فبراير 1993 في كاليفورنيا.
وفي هذا القرار، شددت السلطة القضائية على الطبيعة النسبية، وبالتالي الطبيعة الظرفية لمفهوم النظام العام، حيث اعتبرت أن انتهاك النظام العام لا يمكن تقييمه في عام 1992.
وبناءً على معايير تم تطبيقها في عام 1963 في تقرير يقول فيه: أن غموض الغرض من النظام العام وطابعه يأتي من تعدد المتطلبات التي تواجهها، فإن الرقابة على مدراء الشركات والمنشأة ليست مكلفة فقط بحماية الدولة من الأخطار التي تهددها، بل عليها أيضًا حماية العامل من الأخطار التي لا يستطيع هو نفسه استبعادها، سواء أتت من العمال آخرين، أو إذا كانت تأتي من حيوانات أو ظواهر طبيعية أو طبيعة العمل نفسه، فلا يمكن حصر هذه المتطلبات بمحتوى متغير في صيغة معينة؛ لأن هذه الحقيقة قد تم إدراكها بالكامل.
ويلاحظ من خلال هذه التعريفات أن النظام العام مرن نتيجة لبعض العوامل المحيطة بالعمل، بما في ذلك زيادة نشاط العمال، والتغير في توجه النظام السياسي في الدولة، واعتماد سياسة جديدة في الاقتصاد الوطني المحلي، لكن النظام العام لا يتغير، بل يزيد في نطاقه حتى يتمكن من ذلك.
وفي النهاية، يجب أن تشمل جميع مجالات الحياة بمعناها المادي والمعنوي ومن خلال شرح محاولات تحديد النظام العام، سيظهر النظام العام في شكله القديم ثم في شكله الحديث من الزاوية عن ظهور عناصر جديدة استوعبتها فكرة النظام العام.