مراحل التعاقد الإداري
يمر العقد الإداري بأربع مراحل يقررها عادة مشرع القانون الإداري ويجب اتباعها وهي كالتالي:
المرحلة الأولى: استيفاء الإجراءات الشكلية قبل توقيع العقد
- الائتمان المالي: ما لم يكن هناك اعتمادات مالية ضرورية، لا يجوز للدائرة الإدارية توقيع العقود أو القيام بأي إجراءات تنطوي على التزامات مالية، كما تلتزم الدائرة الإدارية بعدم تجاوز حد الاعتمادات المالية. إن خرق الدائرة الإدارية لهذا الالتزام هو مسؤوليتها القانونية. وقبل توقيع أي عقد إداري، يجب على السلطة الإدارية الامتثال للقيود المعترف بها، باستثناء المشاريع التي يتم تنفيذها من خلال الجهد الذاتي أو العمل التطوعي أو الجماعي المنظم ولا يُسمح لها بتوقيع العقود مع عمل أو مشروع غير مدرج في الخطة أو الميزانية. كما لا يجوز توقيع عقد، ما لم يكن ضمن نطاق الاعتمادات المدرجة في خطة وميزانية العمل موضوع العقد.
- دراسة جدوى: قبل البدء في أي عملية تعاقد، يجب على المشرع دراسة موضوع العقد وإجراء مفاوضات متعددة لإكمال المشروع وفقًا للمواصفات التي تتطلبها الخطة والنظر في تخصيص حدود التخصيص المالي. ويعتقد بعض الفقهاء أن هذه الإجراءات الرقابية ليست أكثر من تعليمات صادرة إلى الدائرة الإدارية قبل توقيع العقد وإذا اشترط المشرعون وجوب اتباعها فإن مخالفة هذه اللائحة لا تؤدي إلى اعتبار العقد باطلاً؛ لأن البحث عن جدوى التعاقد في هذين النصين لا يشكل توصية إجبارية أو رخصة تعاقد.
- الحصول على إذن العقد: يتطلب إبرام العقد الإداري الحصول على إذن من السلطة المختصة على النحو المنصوص عليه في القانون وعلى العكس من ذلك، لا يجوز للجهة الإدارية القيام بأي إجراء لإبرام العقد. لذلك، فإن العقد الموقع من قبل الدائرة الإدارية دون إذن غير صالح من الناحية القانونية ولا يمكن تصحيحه بإذن لاحق. ووفقًا لذلك، لا توجد علاقة تعاقدية بين الوكالة الإدارية والطرف الخصم ويحق للطرف الخصم المطالبة بالتعويض على أساس المسؤولية التقصيرية عند الضرورة.
المرحلة الثانية: تقديم العطاءات
في غضون المهلة المحددة في الإعلان، يجب على أولئك الذين ينوون توقيع عقد تقديم مستندات العطاء ولن يتم النظر في أي عطاء بعد الموعد النهائي، ما لم تقرر لجنة العطاءات تمديد المهلة الزمنية لقبول العطاءات بسبب قلة عدد العطاءات المتعلقة بأهمية المشروع، أو عندما تطلب معظم الشركات أو المؤسسات المدعوة لتقديم العطاءات من معظم الشركات أو المؤسسات التي تمت دعوتها لتقديم العطاءات، أو ترغب في التقدم لعدد كبير من العطاءات متطلبات الشركة أو المنظمة.
ان محتوى العطاء في حالة تقديم عطاء، يجب تقديم مجموعة من المعلومات والمواصفات، بعضها يتعلق بالمقاول، بينما يتعلق الجزء الآخر بموضوع المناقصة. ويجب أن تكون هذه المعلومات واضحة ودقيقة ولا يُسمح بالارتباك أو سوء الفهم. ويجب أن يحتوي العطاء المحدد على ما يلي:
- أولاً: اسم وعنوان الشخص الذي يرغب في توقيع العقد وتوقيع العطاء شخصياً. إذا كان مقدم العطاء شركة، فيجب تقديم عقد تأسيس الشركة ونوع الشركة ومبلغ رأس المال.
- ثانيًا: شرح طريقة إنجاز المشروع وأنواع الآلات والأدوات التي ينوي المقاول استخدامها في التنفيذ.
المرحلة الثالثة: التصريح بالمغلفات والبت فيها
في يوم الافتتاح المحدد، تفتح لجنة العطاءات المركزية أو فرعها صندوق العطاء، وتراجع كل عطاء بعد الترقيم وتتحقق من سلامة الختم ومحضر الاجتماع. أي، في ظل الظروف العادية، سيتم منح العطاء لمقدم العطاء بأفضل الشروط وبأقل سعر بين العطاءات الأخرى. ومع ذلك ولأسباب تتعلق بالمصلحة العامة، يجوز للجنة ترسية العطاء على أكثر المناقصين ملاءمة، حتى لو لم يكن سعر العطاء هو الأدنى ولكن يجب أن تكون هذه الأسباب مرتبطة بطبيعة العطاء وقيمته ومواصفاته، بشرط أن فرق السعر ليس بين أنسب عرض وأدنى.
يجب أن يكون قرار اللجنة بالموافقة على العطاء معقولاً. وبالمثل، إذا كانت هناك تحفظات على أقل سعر، يمكن للجنة التفاوض مع مقدم العطاء لإلغاء الحجز بالكامل أو جزء منه وإذا رفضت، يمكنها التفاوض مع مقدم العطاء التالي.
المرحلة الرابعة: توقيع العقد
توقيع العقد لا يعني الفوز بالعطاء أن الدائرة الإدارية ملزمة بتوقيع عقد مع صاحب العطاء الفائز. وقرار الفوز بالعطاء ليس إجراء التعاقد النهائي. على العكس من ذلك، فهو إجراء تمهيدي ينتهي في شكل قرار تصادق الجهة المختصة على العطاء الفائز وترسيه للمقاول وذلك لطرح العطاء في السوق والمزايدة والمراجعة ومنح أفضل عطاء ليس سوى مقدمة للعقد الموقع بين إدارة الإدارة والمقاول وبعد ذلك عندما ترى أن المصلحة العامة تتطلب إلغاء العطاء والتخلي عن العطاء، يحق لمقدم العطاء إجباره على توقيع العقد أو المطالبة بالتعويض عن عدم إنهائه.