نشأة القضاء الإداري

اقرأ في هذا المقال


يُعد القضاء من مؤسسات القوة التي يعتمد عليها بلد ديمقراطي وهو مؤسسة تحافظ على وجودها وكيانها من الانهيار ووجودها في كل مجتمع هو ضرورة القانون نفسه. والتركيز على كل علم وفن وصناعة من أفضل عوامل النجاح؛ لأن طاقة الإنسان محدودة ولا يمكنها تحقيق كل شيء.

نشأة القضاء الإداري

يتطلب القضاء الإداري إجراءات قضائية صحيحة من قبل عدة قضاة، كل منهم متخصص في التعامل مع أنواع معينة من القضايا علاوة على ذلك، بما أن وجود قاضٍ واحد أو محكمة واحدة لا يكفي لحل جميع الخلافات، فلا مفر من وجود محاكم متعددة في البلاد وبالتالي تظهر العدالة الإدارية كمؤسسة مستقلة متخصصة في المنازعات الإدارية. وتشير عبارة “الأجهزة القضائية الإدارية” إلى الرقابة القضائية على عمل الأجهزة الإدارية. ووفقًا لها، فإنها تتمتع بصلاحية تقرير الأمور التي تشارك فيها الأجهزة الإدارية كأجهزة عامة تقع ضمن نطاق صلاحياتها.

تعتبر فرنسا مهد القانون الإداري. ويعود نشوء هذا القانون إلى عوامل تاريخية أهمها الأفكار التي أطلقتها الثورة الفرنسية عام 1789. وهو يقوم على أساس الفصل بين السلطات، ومن مقتضياته منع المحاكم القضائية القائمة في ذلك الوقت من أجل الحفاظ على استقلال الإدارة عن القضاء. مارست سيطرة رجعية على الحكومة وتدخلت في شؤونها وعارضت وعرقل كل حركة إصلاحية أرادت القيام بها، الأمر الذي دفع أبناء الثورة الفرنسية إلى إصدار قانون عام 1790، الذي نص على الإلغاء.

كما أنشأت المحكمة القضائية ما يسمى بالإدارة القضائية أو القضاة الوزاريين كمرحلة أولى قبل إنشاء مجلس الدولة الفرنسي وكانت الإدارة في ذلك الوقت معارضة وقاضية. وكان هذا مقبولًا إلى حد ما في ذلك الوقت وفي عام 1797، تم إنشاء مجلس الدولة الفرنسي وبناءً عليه تم وضع المكون الأول للعدالة الإدارية الفرنسية.

وفي الوقت نفسه، تم إنشاء المحاكم والمجالس المحلية لإصدار أحكام لا تتطلب موافقة السلطات الإدارية العليا. ومع ذلك، سيتم استئناف حكمها أمام وزارة الخارجية. ويقتصر عمل مجلس الدولة على مراجعة المنازعات الإدارية ولا تتمتع الأجهزة القضائية بصلاحية إصدار الأحكام، لذلك يُسمى تقييد الأجهزة القضائية أو الاحتفاظ بها.


شارك المقالة: