لعلّ من أبرز نتائج التجارة الدولية الحديثة اكتشاف أن منتجات من دول مختلفة في العالم مبعثرة في دول أخرى، وأن السوق يغمر جميع السلع والخدمات التي قد لا تكون متوفرة من قبل وهذا هو السبب. وبسبب التجارة الدولية، قد يؤثر ذلك على الاختيار بين السيارات التي تم صنعها في اليابان أو الألمان.
نظرية التجارة الدولية المعاصرة:
التجارة الدولية الحديثة هي تبادل السلع والخدمات بين البلدان بين بعضها البعض، حيث يساهم هذا النوع من التجارة في ازدياد الاقتصاد العالمي. ولذلك، ستتأثر الأسعار وعلاقات العرض والطلب بالأحداث العالمية. وعلى سبيل المثال، قد تؤدي التغيرات السياسية في قارة آسيا إلى زيادة تكاليف العمالة و وبالتالي زيادة تكاليف التصنيع.
وتعتبر التجارة الدولية الحديثة حرة فهي في الأساس سياسة نظرية، فالحكومة لا تفرض أبدًا أي تعريفات أو ضرائب أو رسوم استيراد أو حصص تصدير. وبهذا المعنى، فإن التجارة الدولية هي عكس التجارة الحمائية. والتجارة الحمائية هي نوع من السياسة التي تسعى إلى القضاء على التجارة الخارجية (حماية الإنتاج الداخلي)، والسياسة التجارية الدفاعية المنافسة، هناك نوعان من النظريات الشائعة حول التجارة الدولية وهما، المذهب التجاري والميزة النسبية. وفيما يلي شرح مبسط لكل منهما:
- المذهب التجاري: تنادي هذه النظرية بزيادة الدخل عن طريق تصدير السلع والخدمات، وهدفها التجاري هو الميزان التجاري أي أن قيمة صادرات الدولة تفوق قيمة وارداتها. وتعتبر الرسوم الجمركية المرتفعة على السلع المصنعة المستوردة سمة مشتركة لسياسات التجار، ويعتقد المدافعون أن السياسات التجارية تساعد الحكومة على تجنب العجز التجاري الذي يتجاوز فيه الإنفاق على الواردات عائدات التصدير.
- الميزة النسبية: تعتقد نظرية الميزة النسبية أن جميع البلدان ستستفيد دائمًا من التعاون والمشاركة في التجارة الدولية الحاصلة بين الدول. ويُنسب نظرية الميزة النسبية إلى الاقتصادي البريطاني ديفيد ريكاردو في كتابه “مبادئ الاقتصاد السياسي والضرائب” الصادر عام 1817؛ أي قدرة الدولة على إنتاج السلع وتوفيرها. ومن خلال تقديم خدمات بتكلفة أقل من الدول الأخرى، فإن نظرية الميزة النسبية لها العديد من خصائص العولمة، أي النظرية القائلة بأن الانفتاح التجاري سيحسن مستويات المعيشة في البلدان.