إن بيئتنا تتدهور على مدى القرنين الماضيين وقد تأثر كل جزء من الكوكب تقريبًا بطريقة أو بأخرى، حيث أن السبب الرئيسي للتدهور البيئي هو الاضطرابات البشرية، مكنت الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر إنتاج وتصنيع السلع وأدخلت استخدام الآلات وغيرها من المعدات الثقيلة والتي بدورها استخدمت الوقود كمصدر للطاقة مما أدى إلى تدهور البيئة.
التقدم التكنولوجي الحديث الذي نفخر به هو في الواقع السبب الجذري للتدهور البيئي، حيث تعتمد التغييرات البيئية على عوامل مثل التحضر والسكان والنمو الاقتصادي وزيادة استهلاك الطاقة والتكثيف الزراعي، للتدهور البيئي آثار ضارة على البشر والنباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة.
ما هي آثار التدهور البيئي؟
- التأثير على صحة الإنسان: قد تكون صحة الإنسان في الطرف المتلقي نتيجة للتدهور البيئي، يمكن أن تسبب المناطق المعرضة لملوثات الهواء السامة مشاكل في الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي والربو ومن المعروف أن ملايين الأشخاص ماتوا بسبب الآثار غير المباشرة لتلوث الهواء.
- فقدان التنوع البيولوجي: التنوع البيولوجي مهم للحفاظ على توازن النظام البيئي في شكل مكافحة التلوث واستعادة المغذيات وحماية مصادر المياه واستقرار المناخ، تعد إزالة الغابات والاحترار العالمي والاكتظاظ السكاني والتلوث من الأسباب الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي.
- نضوب طبقة الأوزون: أن طبقة الأوزون تعتبر هي المسؤولة عن حماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، يتسبب وجود مركبات الكربون الكلورية فلورية ومركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية في الغلاف الجوي في استنفاد طبقة الأوزون، نظرًا لاستنفادها ستبعث إشعاعات ضارة إلى الأرض.
- خسارة لصناعة السياحة: يمكن أن يكون تدهور البيئة نكسة كبيرة لصناعة السياحة التي تعتمد على السياح في معيشتهم اليومية، يمكن أن يكون الضرر البيئي على شكل فقدان الغطاء الأخضر وفقدان التنوع البيولوجي ومدافن النفايات الضخمة وزيادة تلوث الهواء والماء بمثابة منعطف كبير لمعظم السياح.
- الأثر الاقتصادي: يمكن أن يكون للتكلفة الهائلة التي قد يتحملها بلد ما بسبب التدهور البيئي تأثير اقتصادي كبير من حيث استعادة الغطاء الأخضر وتنظيف مدافن النفايات وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، يمكن أن يكون التأثير الاقتصادي أيضًا من حيث خسارة صناعة السياحة.
حلول للتدهور البيئي:
- وقف إزالة الغابات: من أجل التخفيف من الآثار الضارة للتدهور البيئي فإن وقف إزالة الغابات أمر بالغ الأهمية لنظامنا البيئي، لا يمكننا تحمل قطع الأشجار أو حرقها؛ لأن الأشجار تخزن غازات الدفيئة وتنتج الأكسجين وهي الموطن الطبيعي للعديد من الحيوانات والنباتات والتي قد تتعرض للخطر إذا تم تدمير هذه الغابات.
يجب إطلاق حملة تشجير واسعة النطاق من أجل حماية البيئة، حيث يمكننا أيضًا إحداث تأثير إيجابي من خلال إعادة التحريج أو التشجير. - اللوائح الحكومية: تتطلب الحكومات التدخل ووضع إطار عمل كلما كانت هناك مشاكل تؤدي إلى تدهور بيئي كبير، تفرض الحكومات ضرائب عالية على الأنشطة التي تضر كوكبنا وتدعم السلوك الصديق للبيئة من خلال الإعانات المالية، سيؤدي ذلك أيضًا إلى إجبار الصناعات والأفراد على تجنب الأنشطة التي تؤدي إلى التدهور البيئي.
- الغرامات والعقوبات على الإغراق غير المشروع: يجب أن تكون هناك أيضًا غرامات عالية على الإغراق غير القانوني للحد من العواقب البيئية الضارة، سيستمر الأشخاص والصناعات في إلقاء القمامة بشكل غير قانوني لأنهم يعرفون أنه حتى لو تم القبض عليهم فإن العقوبات منخفضة للغاية، لذلك فإن زيادة الغرامات على الطمر غير القانوني من شأنه أن يزيد من الحافز للتخلص من النفايات في مواقع التخلص من النفايات الرسمية.
- تقليل مستويات الاستهلاك: لقد أصبح من الضروري تقليل مستويات الاستهلاك، حيث يسعى مجتمعنا المتطور دائمًا للحصول على أحدث الإلكترونيات والهواتف الذكية والملابس العصرية وما إلى ذلك، ومع ذلك فإن هذا السلوك يؤدي إلى استنفاد هائل للموارد والإفراط في إنتاج النفايات ويتعين علينا خفض مستويات استهلاكنا بشكل كبير لتجنب العواقب البيئية الضارة.
- إعادة استخدام وتقليل توليد النفايات: يمكن للإنسان تقليل إنتاج النفايات باستخدام العناصر والطعام بشكل أكثر كفاءة، إذا كان الإنسان يريد التخلص من الأشياء القديمة ولكن لا تزال تعمل فيجب أن يكون الإنسان مبدعًا لمنحها مظهرًا جديدًا أو استخدمها بطريقة أخرى، من خلال القيام بذلك سيتم استخدام الأشياء المادية الخاصة به بشكل أكثر فعالية.
- تجنب البلاستيك: تعتبر النفايات البلاستيكية مشكلة بيئية كبيرة تؤدي إلى تلوث كبير بالبلاستيك وتدهور كوكبنا، من أجل تقليل النفايات البلاستيكية يجب أن يتجنب الإنسان شراء أغلفة بغلاف بلاستيكي أو عبوات بلاستيكية أو يمتنع عن استخدام الأكياس البلاستيكية والأكواب والأطباق والحاويات وأدوات المائدة التي يمكن التخلص منها.
- التعليم: من الضروري للغاية أن يعرف الأطفال العواقب البيئية الضارة لسلوك حياتنا اليومية والطرق التي يمكننا بها تحسين بصمتنا البيئي، حيث يجب أن يبدأ هذا التعليم في وقت مبكر من المدرسة، عادة ما يكون الأطفال أكثر حماسًا لتعلم أشياء جديدة وتغيير سلوكهم مقارنة بالبالغين، من المرجح أن يتصرف هؤلاء الأطفال بطريقة صديقة للبيئة عندما يكبرون وقد يقنعون والديهم أيضًا بالتصرف بطريقة أكثر صداقة للبيئة.