تُعرَّف النفايات على أنها مواد غير مرغوب فيها وغير صالحة للاستعمال وتعتبر مادة لا فائدة منها، حيث تعرف النفايات التي نراها في محيطنا أيضًا بالقمامة، حيث تعتبر القمامة بشكل رئيسي من النفايات الصلبة التي تشمل النفايات من منازلنا (النفايات المنزلية) والنفايات من المدارس والمكاتب (النفايات البلدية) والنفايات من الصناعات والمصانع (النفايات الصناعية).
ينتج المجتمع البشري بعض المواد غير المرغوب فيها والتخلص منها والتي تسمى النفايات، حيث يتم إنتاج النفايات من أنشطة مختلفة مثل الأنشطة المنزلية والأنشطة الزراعية والأنشطة الصناعية والمستشفيات والمؤسسات التعليمية وعمليات التعدين وما إلى ذلك، هذه المصادر العامة هي أنواع مختلفة من النفايات والعديد منها ذات طبيعة خطرة حيث تسبب في انتشار العديد من الأمراض.
ما هي آثار النفايات؟
يمكن تصنيف آثار النفايات كما يلي:
- تأثير بيئي: إذا لم يتم التخلص من النفايات بشكل مناسب يمكن أن تجذب الحشرات والقوارض والتي بدورها يمكن أن تأوي الطفيليات والديدان والحمى الصفراء والطاعون وغيرها من الحالات الخطيرة للإنسان، أيضًا هناك خطر كبير من الإصابة بالسرطان إذا تعرض البشر لنفايات خطرة يتم حرقها بدون حماية كافية، يمكن أن تلوث النفايات السامة المياه الجوفية والتربة والمياه السطحية والهواء والتي يمكن أن تسبب العديد من المشاكل للإنسان وكذلك للصحة البيئية، علاوة على ذلك فإن الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان والتي هي منتج ثانوي في العديد من عمليات الإنتاج لها تأثير سلبي على بيئتنا؛ لأن هذه الغازات تزيد من سرعة الاحترار العالمي.
للتخلص من النفايات آثار بيئية ضخمة ويمكن أن يسبب مشاكل خطيرة، على سبيل المثال في المملكة المتحدة يتم دفن الكثير في مواقع دفن النفايات ثقوب في الأرض وأحيانًا مقالع قديمة وأحيانًا حفرت بشكل خاص، حيث تتعفن بعض النفايات في نهاية المطاف، وفي هذه العملية قد تصدر رائحة أو تولد غاز الميثان وهو مادة متفجرة وتساهم في تأثير الاحتباس الحراري، قد تتسبب المادة المرتشحة الناتجة عن تحلل النفايات في حدوث تلوث وقد تجذب مواقع الطمر التي تدار بشكل سيء الحشرات أو تسبب القمامة.
يسبب حرق النفايات أيضًا مشكلات لأن البلاستيك يميل إلى إنتاج مواد سامة مثل الديوكسينات عند حرقها، قد تتسبب الغازات الناتجة عن الترميد في تلوث الهواء وتساهم في هطول الأمطار الحمضية، بينما قد يحتوي الرماد الناتج عن المحارق على معادن ثقيلة وسموم أخرى ومع ذلك يمكن أن يؤدي حرق النفايات إلى توليد الطاقة، كما أن الحد من النفايات يعني تأثيرًا بيئيًا أقل وموارد وطاقة أقل إلى جانب دوره في توفير المال. - الأثر الاقتصادي: هناك تكاليف اقتصادية كبيرة تتعلق بإدارة النفايات والتخلص منها بشكل مناسب، قد تكون العواقب بعيدة المدى أكثر إثارة من القضايا قصيرة المدى، على سبيل المثال قد يتسبب التخلص غير المناسب من النفايات النووية في حدوث مشكلات بيئية ضخمة في المستقبل؛ لأن الحلول قصيرة المدى لهذه المشكلة لا تأخذ في الاعتبار العواقب طويلة المدى بشكل مناسب.
- حرق الوقود الأحفوري: لكي تتمكن من التخلص من الكميات الضخمة من النفايات التي يتم إنتاجها كل يوم يجب حرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري في هذه العملية، سيؤدي استخدام الوقود الأحفوري بدوره إلى تلوث الهواء وسيزيد أيضًا من سرعة الاحترار العالمي، حيث سيتم إنتاج العديد من غازات الدفيئة الضارة في عمليات الاحتراق.
- سوء إدارة المخلفات: من أجل التخلص من النفايات بطريقة مناسبة يجب أن تكون هناك عمليات فعالة للتخلص من النفايات، إذا كان هناك نقص في العمليات المناسبة فقد ينتج عن ذلك سوء إدارة النفايات، قد يعني هذا أن النفايات لا يتم التخلص منها في مدافن النفايات أو حرقها بل يتم التخلص منها بشكل غير قانوني في الغابات أو البحيرات ويمكن أن يؤدي سوء الإدارة هذا إلى تلوث خطير للبيئة وبالتالي يمكن أن يؤثر سلبًا على العديد من الحيوانات والنباتات.
- غازات العمليات الصناعية: هناك العديد من الغازات الضارة التي يتم إطلاقها في عملية الحرق المتعلقة بالتخلص من النفايات، قد تؤدي هذه الغازات إلى الأمطار الحمضية علاوة على ذلك قد تساهم أيضًا في قضية الاحتباس الحراري، من المعروف أن الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان هي غازات دفيئة ضارة جدًا.
- الاحتباس الحراري: من خلال سلوكنا الاستهلاكي والكميات الهائلة الناتجة من النفايات يتم تعزيز عملية الاحترار العالمي بطريقة مثيرة، من ناحية يؤدي إنتاج البضائع إلى انبعاث غازات الدفيئة، من ناحية أخرى يؤدي التخلص من النفايات أيضًا إلى انبعاث غازات الدفيئة من خلال عمليات الاحتراق وهكذا من خلال مستويات الاستهلاك المفرط لدينا نساهم بشكل غير مباشر في زيادة سرعة الاحترار العالمي وعواقبه الناتجة.
- الحوادث النووية: الطاقة النووية هي أحد أكبر مصادر إنتاج الطاقة في مجتمعنا التكنولوجي في الوقت الحاضر، من أجل التخلص من النفايات النووية يجب اتخاذ تدابير السلامة القصوى، يمكن للحوادث مع النفايات النووية أن تلوث مساحات كبيرة من الأرض علاوة على ذلك فإن التخلص غير الصحيح من النفايات النووية يمكن أن يضر أيضًا العديد من الحيوانات والنباتات وحتى البشر، مما يزيد الأمور سوءًا عادة ما تستغرق النفايات النووية وقتًا طويلاً حتى تفقد مركباتها الضارة، بالتالي إذا لم يتم التخلص من النفايات النووية بشكل صحيح فستكون المناطق الملوثة عديمة الفائدة للبشرية لفترة طويلة من الزمن.
مصادر النفايات:
- المخلفات الحضرية أو البلدية: النفايات التي تم جمعها من المنازل والأسواق والشوارع وأماكن أخرى معظمها في المناطق الحضرية والتخلص منها من قبل الهيئات البلدية تسمى النفايات الصلبة البلدية، النفايات الصلبة البلدية هي خليط من الورق والبلاستيك والملابس والمعادن والزجاج والمواد العضوية وما إلى ذلك من المولدة من المنازل والمؤسسات التجارية والأسواق.
تختلف نسب المكونات المختلفة من موسم لآخر ومن مكان لآخر اعتمادًا على نمط الحياة والعادات الغذائية ومستوى المعيشة ومدى الأنشطة التجارية والصناعية في المنطقة، حيث يتم جمع النفايات الصلبة البلدية محليًا وتعتمد الكمية التي يتم جمعها على حجم السكان واستهلاكهم. - المخلفات الصناعية: يتم إطلاق النفايات الصناعية من المصانع الكيماوية وصناعات الطلاء ومصانع الإسمنت ومحطات الطاقة ومصانع المعادن وعمليات التعدين والصناعات النسيجية والصناعات الغذائية والصناعات البترولية ومحطات الطاقة الحرارية، حيث تنتج هذه الصناعات أنواع مختلفة من النفايات.
- المخلفات الزراعية: تنتج المناطق الزراعية مخلفات نباتات وحيوانات، كما أن الاستخدام المفرط للأسمدة والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى المستخدمة في الزراعة والنفايات المتكونة منها تتسبب في تلوث الأراضي والمياه كما أنها تلوث التربة، من بين هذه المبيدات الحشرية (الهيدروكربونات المكلورة والإندرين والديلدرين والليندين والباراثيون والملاثيون والاندوسلفون مهمة والتي تمتصها التربة والمحاصيل الملوثة التي تنمو في التربة)، تنتج المخلفات الزراعية الأخرى من مصانع السكر ووحدات معالجة التبغ والمسالخ والماشية والدواجن وغيرها.