اقرأ في هذا المقال
خصائص تخطيط المعابد اليمنية القديمة:
مُثلت المعابد المستطيلة الغالبية العظمى من أنماط تخطيط المعابد في الحضارة اليمنية القديمة، وهي التي استقر عليها تخطيط المعبد اليمني، وبالرغم من وجود تباينات في المعابد في التفاصيل الداخلية إلّا أن ذلك لا يخل بالإطار العام لمفهوم التخطيط، فهناك نموذج عام للمعبد اليمني المستطيل استمر خلال فترة ازدهار الحضارة اليمنية القديمة، واشتركت فيه كل الممالك اليمنية القديمة، ويتكون تصميمه في الغالب من بوابة وفناء ذي أروقة يختلف عددها من معبد لآخر، وفي نهايته فناء قدس الأقداس الذي اختلف شكله أيضاً من معبد لآخر.
وهذا التخطيط هو الذي ثبت عليه المعبد السبئي، وما يمكن أن يسمى بطراز المعابد السبئية، مثل معبد أوام وقاعة مدخله، كما تأثر بهذا التخطيط عدد من الممالك مثل مملكة معين، حيث وجدت أمثلة له في معبد عثتر.
والنموذج الثاني من التخطيط المستطيل يقوم على أساس تقسيم مساحته من الداخل بصفوف من الأعمدة تختلف من معبد لآخر، وغالباً ما تكون جزء كبير مساحة المعبد المسقوفة، كما هو الحال في عدد كبير من معابد مملكتي معين وحضرموت، مثل معبد الإله عثتر داخل مدينة قرناو عاصمة مملكة معين، وعدد كبير من معابد حضرموت مثل معبد منطقة الهجرة.
المقارنة بين تخطيط معابد الممالك اليمنية القديمة:
من خلال المقارنة بين معابد الممالك اليمنية القديمة من ناحية التصميم والتخطيط نجد أن هناك أوجه متشابهة وأخرى مختلفة، فقد تميزت المعابد السبئية المستطيلة بأنها تتكون من مبنى واحد فقط وتبعها في ذلك مملكة معين في عدد من معابدها، وقد اختلفا في ذلك عن معابد ممكلة حضرموت التي تتميز بوجود أكثر من مبنى للمعبد الواحد، حيث يتكون في الغالب من مبنى مركزي مستطيل الشكل يمثل نواة المنشأ الدينية، ويكون عبارة عن قاعة كبيرة مسقوفة جزئياً (Hypostyle Hall) يقوم سقفها على أعمدة، وهو يمثل المبنى الرئيسي الذي كانت تقام فيه الطقوس الدينية.
وبجانب المبنى المركزي هناك مباني أخرى ملحقة عبارة عن قاعات في الغالب تكون مسقوفة جزئياً تتصل بالمبنى الرئيسي بواسطة ممرات وطرق مرصوفة بالحجارة، ويرجع سبب الاختلاف في عدد المباني للمعبد بين مملكة سبأ ومملكة حضرموت يعود إلى طبيعة المواقع التي بنيت فيها المعابد في المملكتين، في مملكة سبأ بُنيت أغلب المعابد في مساحات كبيرة سواء كان ذلك في المناطق السهلية المنبسطة أو المناطق المرتفعة، أما معابد حضرموت فقد بُنيت أغلبها على منحدرات الأودية خارج المدن ولم تتوفر تلك المساحات لبناء مبنى واحد للمعبد، وعوضاً عن ذلك بني المعبد بأكثر من مبنى في نفس الموقع.