العمارة الطولونية:
تعتبر العمارة الطولونية والإخشيدية في مصر والشام امتداداً للعمارة العباسية في العراق، وقد كان أحمد بن طولون تلميذاً مخلصاً للمدرسة السامرائية خصوصاً، كما أن قصر فترة الدولتين لم يسمح بكثير من الإنجازات.
الفسطاط:
عندما حاصر عمرو الإسكندرية وفتحها أراد أن يتخذها عاصمة لولايته الجديدة وقال: هذه مساكن كفيناها، وأرسل إلى الخليفة يستأذنه في ذلك فقال له عمر رضي الله عنه “لا تنزل بالمسلمين منزلاً يحول بيني وبينهم فيه نهر ولا بحر”، فشاور عمرو قادته فقالوا نرجع إلى فسطاطك؛ أي خيمته والتي كنت بها في حصار حصن قصر الشمع وأشرف على تخطيط الفسطاط أربعة من القادة، كما اختط الناس خططهم وبنوا مساجدهم ودورهم.
كما تم بناء المسجد الجامع عام 21 هجري، حيث لم يكن له صحن البدء فكان الناس يصلون في فنائه، كما لم يكن له محراب مجوف حتى ولاية قرة بن شريك زمن الأمويين، فاتخذ له محراباً مجوفاً، وقد تعددت زيارات الولاة في المسجد حتى أدخلوا فيه داري عمرو الصغرى والكبرى ودار الزبير بن العوام.
كما كان عبد العزيز بن مروان قد بنى القصر الذهبي في الفسطاط لإمارته حتى احترق عند مطاردة العباسيين لمروان بن محمد آخر خلفاء الأمويين، وتعرض المسجد لحريق سنة 275 هجري في زمن خمارويه بن أحمد بن طولون وعمره بإشراف أحمد العجيفي، وقد وصف المسجد سنة 713 هجري بأن مساحته قديماً قدرت ب 28000 ذراع ومساحة صحنه قدرت ب5000 ذراع، وصار يحتوي على ثلاثة عشر باباً لكل منها اسم خاص، ويشتمل على أربعة وعشرين رواقاً و360 عموداً وثلاثة محاريب وخمس صوامع.
العسكر:
كما كانت موضعاً متصلاً بالفسطاط، حيث نزل بها صالح بن علي الهاشمي الذي ضم مصر للعباسيين، وتولى صاحبه أبو عون عبد الملك بن يزيد مصر فابتنى لنفسه دار إمارة في جبل يشكر، وأمر أصحابه ببناء بيوتهم فيه وابتنى مسجداً جامعاً عرف بجامع العسكر، واتخذ احمد بن طولون في العسكر مسجداً جامعاً عام 259 هجري، وابتنى مارستاناً أنفقه على تأسيسه 60000 ديار قرب بركة قارون وبعدها في زمن الإخشيديين ابتنى كافور عام 346 هجري داراً أنفق عليها مائة ألف دينار.