الأبنية الدينية العثمانية في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


شيدت أغلب الأبنية الدينية القائمة حالياً او أعيد تشييدها في ليبيا في العهد العثماني، حيث أنها تقع في إقليم طرابلس الغرب وخاصة في مدينة طرابلس والمناطق المحيطة والقريبة منها، وأصبح من المتعارف عليه اعتماداً على المصادر التاريخية الأدبية أن المدينة القديمة بطرابلس هي نفسها التي تتركز فيه مجموعة كبيرة من الأبنية الدينية قد دُمرت في فترات مختلفة، وكانت المدينة في حالة خراب شبه تام عندما دخلتها الجيوش التركية سنة 1551.

شرع مراد آغا ثم دروغوت باشا في إعادة أعمار الأبنية الدينية والمدينة، كما نعرفها اليوم في المدينة القديمة بطرابلس، وهكذا نجزم أنه حتى تلك الأبنية الدينية غير المؤرخة شيدت أو أعيد تشييدها في هذه الفترة.

خصائص الأبنية الدينية العثمانية في ليبيا:

أوضحت الدراسة المقارنة لتلك المساجد التي ترجع إلى الفترات السابقة للفترة العثمانية، مع تلك التي أقيمت في الفترة العثمانية أن معمار المسجد الليبي، قد مر بتغيرات جذرية خاصة فيما يتعلق بالتفاصيل الزخرفية والمواد الجديدة التي دخلت في البرنامج الزخرفي للمسجد الليبي، وكذلك الجوانب المعمارية ونظام التسقيف.

ميزت المساجد ذات الأسقف المسطحة وتلك الأقبية البرميلية المساجد التي ترجع إلى الفترات السابقة للعهد العثمانية، في حين صار الأسلوب المهمين في تسقيف المساجد بالقباب الكثيرة في معمار المسجد الليبي إبان الفترة التركية.

ونظراً لتنوع المساجد وخاصة المسقوفة بقباب من حيث الجوانب المعمارية والجمالية وتقسيماتها الفراغية ومساقطها الأفقية قمنا بتصنيفها حسب المساقط الأفقية الأرضية، فالمساجد الصغيرة والمسقوفة بقبة أو أربع قباب أو ست أو تسع قباب هي مساجد بسيطة وأغلبها خالٍ من الزخرفة والبهرجة المعمارية.

وعلى الرغم من صغر أحجامها وتواضع هيئتها وبساطة شكلها، إلا أن بعضها ما زال مرتبطاً بالتقليد القديم لمعمار المسجد، من حيث كونها تتكون من بيت صلاة مسقوف وصحن مكشوف محاط بجدران غير مرتفعة وبرواق أو اكثر يشغل جوانب الصحن، ويستخدم لتسهيلات الوضوء، وإذا تعددت الأروقة فقد يتم استخدام بعضها للصلاة أحيانا.

يتكون التصميم المعماري للمساجد الصغيرة ذات الوحدات الفراغية المتعددة والمسقوفة بعدد من القباب، وذلك حسب تقسيمها الفراغي الداخلي من بيت صلاة مربع أو مستطيل الشكل تقسمه الأعمدة أو الدعامات الحاملة للسقف إلى أربع أو ست أو تسع وحدات فراغية متساوية.


شارك المقالة: