الأضرحة العثمانية

اقرأ في هذا المقال


وصف الأضرحة العثمانية:

الضريح في اللغة هو الشق في وسط القبر واللحد في جانبه أو بلا لحد وجمعه ضرائح وأضرحة، أما في المصطلح الأثري فإن الضريح هو الحجرة المشتملة على قبر أو تربة تعلوها قبة، يطلق على الضريح أيضاً اسم مشهد ومقام ومزار ويحمل بعضها على بعض.

وكانت هذه الأضرحة تقام على رفات سلطانا أو أمير أو رجل صالح؛ أي إنسان له مكانة تدعو إلى تخليد ذكره، وقد تنوعت هذه الأضرحة، فكان منها البسيط المنفرد الذي يتكون من غرفة واحدة أو مربعة مقببة تضم التربة وحدها، ومنها الملحقة أو الملاصقة لمسجد أو مدرسة أو خانقاه، وفي الوقت الذي بالغ سلاطين الهند في الإنفاق على الأضرحة وتزيينها لم يعرف الشرق العربي ضريحاً أموياً واحداً.

ويفسر المؤرخون ذلك إلى اتجاه العباسيين نحو تخريبها؛ لكي لا يبقوا أي أثر لذكراهم وخوفاً من أن تلقى قبورهم المصير نفسه، حيث عمدوا إلى تضليل الناس عن مواضعها، يدل على ذلك أنه لم يعثر من العصر العباسي الأول في العراق إلا على ضريح واحد يعرف باسم قبة الصليبية قرب سامراء، والتي أقيمت فوق مدفن الخليفة المنتصر بالله سنة 245 هجري.

خصائص الأضرحة العثمانية:

كما وجدت نماذج أخرى للأضرحة الإسلامية ذات القباب خلال العصر الإخشيدي مثل ضريح آل طباطبا، والذي يؤرخ في 334 هجري، واعقبه في العصر الفاطمي بناء الأضرحة المعروفة باسم السبع بنات، والتي تؤرخ في 440 هجري، وكانت كل منها عبارة عن حجرة مربعة تغطيها قبة، واستمر بناء الأضرحة خلال العصر الأيوبي ممثلة في ضريح الإمام الشافعي الذي أقيم في عهد الملك الكامل سنة 607 هجري.

وعرفت بعد ذلك الأضرحة انتشاراً كبيراً في عهد المماليك، وكانت أغلب الأحيان نواة أساسية لإنشاء كثير من المنشآت الدينية بالقاهرة، ويؤكد ذلك اشتمال معظم عمائرهم الدينية على ضريح للمنشئ مثل: مدرسة السلطان بارسباي الأشرفية بشارع المعز لدين الله الذي جعل بها ضريحاً للدفن له ولعقبه.

واستمر بناء الأضرحة في العهد العثمانية وعرفت الجزائر بناء الكثير منها، منها ما كان مخصص لبعض البايات الذين خلدوا أسمائهم عليها، ومنها ما كان مخصص للأولياء الصالحين، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر ضريح سيدي عبد الله وضريح الباي مصطفى بوشلاغم.


شارك المقالة: