الأعمدة المضلعة في اليمن القديم

اقرأ في هذا المقال


وصف الأعمدة المضلعة:

تشمل الأعمدة السداسية والثمانية وذات الستة عشر ضلع، كما تمثل مرحلة متأخرة عن الأعمدة المربعة والمستطيلة والأعمدة ذات الزاوية القائمة التي استخدمت في المعابد اليمنية القديمة، كما أنها تطورت عن الأعمدة المربعة والمستطيلة بالرغم من إمكانية وجود جميع أنواع الأعمدة في معبد واحد، حيث يدل أن تطورها ليس تاريخياً وإنما ارتبط بالذوق العام.
بالرغم من وجودها في أنقاض مدينة مأرب إلّا أن تنوعها الكبير وتعدد نماذجها كان في المناطق الجبلية؛ ولذلك يرجح أن تاريخ بداية ظهور ذلك النمط يرجع إلى القرن الثاني قبل الميلاد، بينما كانت بداية ظهور الأعمدة المربعة والمستطيلة في القرن الثامن قبل الميلاد.

انتشار الأعمدة المضلعة في اليمن القديم:

يبدو أن الأعمدة سداسية الأضلاع نادرة وقليلة الشواهد، بينما انتشرت الأعمدة ثمانية الأضلاع بشكل كبير بحيث يمكن القول أنها مثلت الصفة المميزة للأعمدة المضلعة بشكل عام، وأغلب أمثلة الأعمدة المضلعة تم العثور عليها في معبد (ذات حميم) في حقة همدان أثناء التنقيب فيه عام 1928 ميلادي، وظهرت فيه نماذج مختلفة من الأعمدة والتيجان، بالإضافة إلى الأعمدة التي أعيد استخدامها في مباني حديثة في محافظة مأرب وصنعاء، وخاصة في المساجد.
ويرجح أن التطور الطبيعي من الشكل المربع والمستطيل هو الشكل السداسي، ولكن ندرة تواجده أدى إلى صعوبة الاستشهاد به، بينما يعتبر الشكل الثماني الذي تطور منه أكثر انتشاراً ليس في مملكة سبأ فحسب ولكن في مملكة حضرموت أيضاً، ولم يقتصر استخدامه على المعابد بل تعدى ذلك إلى العمارة المدنية.
وأفضل نموذج للعمود ثماني الأضلاع تلك التي تم العثور عليها في معبد ذات حميم، وكانت تحمل تيجان منشورية الشكل من النوع التقليدي الذي انتشر في اليمن القديم، وقد استخدمت الأعمدة في حمل سقوف الأروقة التي تحيط بالفناء.
وقد عثر بعد التنقيب في القصر الملكي في شبوة عاصمة مملكة حضرموت على أعمدة ثمانية الأضلاع استخدمت في حمل سقوف أروقة الدور الاول المحيط بالفناء، وهي مقطوعة من حجر واحد وتحمل تاج منشوري الشكل، وأسفل كل عمود ميزاب حجري ينتهي بشكل رأس ثور، وتعد الأعمدة ذات الستة عشر ضلع أقل انتشاراً من الأعمدة الثمانية، حيث لم يعثر إلّا على عدد قليل منها في خرائب مدينة مأرب القديمة.


شارك المقالة: