الحياة المستدامة وأهميتها للبيئة

اقرأ في هذا المقال


ما هي الحياة المستدامة؟

هي عبارة عن فلسفة عملية تهدف إلى تقليل التأثير البيئي الشخصي والمجتمعي من خلال إجراء تغييرات إيجابية تتصدى لتغير المناخ والمخاوف البيئية السلبية الأخرى، حيث يشجع العيش المستدام الناس على تقليل استخدامهم لموارد الأرض وتقليل أضرار التفاعلات البشرية والبيئية، كما تعتمد الحياة المستدامة على أربع ركائز رئيسية وهي تقليل النفايات والحد من استخدام الموارد الطبيعية للأرض والاستخدام الحكيم للبيئة وضمان بيئات عمل معيشية جيدة. 

ما هي مبادئ الحياة المستدامة؟

لكي يتشارك كل شخص في رؤية تتضمن تجربة حياة صحية وسعيدة في إطار الاستخدام العادل لموارد الأرض مع إتاحة مساحة للحياة البرية يتعين على الناس تبني مبادئ الحياة المستدامة، وبمعنى آخر يجب أن تتضمن طرقًا للعيش تعزز الصحة الجيدة والرفاهية مع الحد من تدمير البيئة الطبيعية والحياة البرية، وفيما يلي بعض من مبادئ الحياة المستدامة:

  • الاستخدام الفعال للأراضي وحماية الحياة الفطرية: يتطلب هذا المبدأ من الناس عادةً إدراك الحاجة إلى الاستخدام الفعال للأراضي وحماية الحياة البرية، حيث أن الهدف من هذا المبدأ هو المساعدة في إنشاء بعض موائل جديدة واستعادة التنوع البيولوجي من خلال الاستخدام الفعال للأراضي ودمج الممارسات في البيئات المحيطة بنا.
    وبصفتنا حماة البيئة الطبيعية للكوكب، فإن الإجراءات الحكيمة فيما يتعلق بالاستخدام السليم للأراضي وحماية الحياة البرية هو أمر حيوي في تبني الحياة المستدامة. 
  • الاستخدام المستدام للمياه: يعد شرط الاستخدام الفعال للمياه في بعض المزارع والبناء والتصنيع جزءًا من مبادئ المعيشة المستدامة، حيث يؤكد هذا المبدأ على الحاجة إلى تعزيز ممارسات الاستخدام الجيد للمياه، وذلك من خلال تصميم أنظمة إدارة المياه التي يمكن أن تتعامل مع قضايا مثل: الفيضانات وهدر المياه وحماية مصادر المياه من التلوث أو الدمار.
  • دعم الأطعمة المحلية والعضوية: إن الزراعة المستدامة هي أحد المبادئ الحيوية للحياة المستدامة، حيث أن هذا المبدأ يوكد على الزراعة الإنسانية والمستدامة، وذلك من خلال تشجيع توافر أنظمة غذائية صحية ومحلية وعضوية ومنخفضة التأثير وموسمية، كما يتم تثبيط هدر الطعام بشدة، ولهذا السبب يحتاج الناس إلى دعم الزراعة المحلية والمنتجات المزروعة عضويًا عن طريق شراء المواد الغذائية المحلية وتناولها.
  • استخدام المواد المستدامة: عادةً تشير المواد المستدامة إلى بعض المنتجات الصحية والفعالة والدائمة، حيث  تشمل بعض الأمثلة على هذا المبدأ: المواد التي يتم الحصول عليها محليًا والمصنعة من النفايات أو الموارد المتجددة وتلك ذات الطاقة المنخفضة.
  • استخدام النقل المستدام: يُعد تشجيع استخدام آليات النقل منخفضة الكربون والخالية من الكربون أحد المبادئ الأساسية للحياة المستدامة، وهو يشمل الحاجة إلى تقليل السفر وقبول خدمات النقل الخضراء مثل: القطارات والسيارات الكهربائية والمشي أو ركوب الدراجات كبديل لقيادة المركبات عالية الانبعاثات.
  • صفر نفايات وصفر كربون: وفقًا لمبدأ العيش المستدام هذا يجب أن يركز كل شيء يتم القيام به على تقليل النفايات إلى مدافن النفايات، حيث يجب إعطاء الأولوية للجودة وليس الكمية لتحقيق هذا الهدف، كما يحتاج الناس أيضًا إلى إيجاد أسهل الطرق لاستخدام التكنولوجيا الفعالة والمتجددة.
  • خلق بيئة صحية خاصة بنا: وهذا ينطوي على الانغماس في أنشطة حياة نشطة وذات مغزى لتعزيز الصحة الجيدة والرفاهية، حيث يمكن تحقيق حياة ممتعة وصحية وأقل إرهاقًا من خلال الأنشطة الترفيهية مثل ركوب الدراجات والمشي لمسافات طويلة والإبحار والتزلج.
  • تحقيق القيم الثقافية المحلية: للثقافة طرق سهلة وفعالة للحفاظ على البيئة المحلية وتعزيزها، فعلى سبيل المثال تؤكد الثقافات المحلية على الحفاظ على البيئة وتقليل الفاقد واستخدام المواد المحلية والمنتجات العضوية، وبالتالي فإن إحياء واحترام الثقافة والهوية والمعرفة المحلية يسهم في تقدم مشاركة الناس في الممارسات الصديقة للبيئة  وإيجاد ثقافة جديدة للاستدامة.

ما هي فوائد الحياة المستدامة؟

تأتي الحياة المستدامة مع العديد من الفوائد، ولا يقتصر الأمر على الحد من التأثيرات على البيئة الطبيعية ولكنه أيضًا يعيد تعريف أنماط حياتنا مع وعد بصحة جيدة وخفض تكاليف المعيشة، وفيما يلي أهم فوائد الحياة المستدامة:

  • كوكب أفضل وأكثر استقرارًا للأجيال القادمة: أن أهم سبب لاتخاذ قرار العيش بشكل مستدام هو ببساطة حماية البيئة، وهذا يعني ضمان استقرارها ووجودها للأجيال القادمة، فعلى سبيل المثال إن استخدام طاقة الشمس وتقليل البصمة البيئية واستخدام المواد غير السامة والاستخدام الفعال لموارد الكوكب سيضمن أن تكون البيئة مستقرة وقادرة على دعم الأجيال الحالية وكذلك الأجيال القادمة في المستقبل.
  • الفوائد الصحية: يعد العيش بأسلوب حياة مستدامة طريقة مؤكدة لتحقيق زيادة اللياقة البدنية وتحسين التوازن في الحياة، وتُعزى الفوائد الصحية عادةً إلى الاعتماد الضئيل على السيارات أو الآلات، فمع القليل من الاعتماد على المركبات أو استخدام الآلات يمكن أن يساعد ركوب الدراجات والمشي والقيام بالمهام يدويًا على الحفاظ على لياقته طوال الوقت، ونظرًا لأن الحياة المستدامة تشمل الإضاءة الطبيعية وتقدر الطبيعة فيمكنها أيضًا تعزيز السعادة وتقليل الاكتئاب. 
  • توفير التكاليف: المزيد من الناس يبحثون عن طرق بسيطة لخفض تكاليف المعيشة، لذلك فإن الحياة المستدامة هي أضمن وسيلة لخفض تكاليف المعيشة؛ لأنها تستلزم تقليل استهلاك الموارد الطبيعية للأرض، فعلى سبيل المثال توفر المنازل المستدامة تخفيض تكاليف استهلاك المياه والتدفئة والإضاءة من خلال تنفيذ تقنيات توفير المياه واستخدام الطاقة الخضراء.
  • منتجات مستدامة ودائمة: إن أسلوب الحياة المستدامة تستلزم شراء واستخدام بعض المنتجات التي هي عادةً ما تكون خضراء ودائمة وكافية، حيث تعتبر منتجات الأثاث المصنوعة من الخيزران أمثلة جيدة؛ لأنها كافية تمامًا وتستمر لفترة أطول.
    وإلى جانب ذلك وعلى عكس الأخشاب لا يطلق الخيزران ثاني أكسيد الكربون المخزن، كما أن المواد الأخرى المستدامة والمتينة والميسورة التكلفة هي تلك المصنوعة من المنتجات المعاد تدويرها أو النفايات، وبصرف النظر عن كفاءتها ومتانتها فإنها تساعد البيئة أيضًا.

الإجراءات التي يمكننا اتخاذها للعيش بأسلوب حياة مستدامة:

  • وقف استخدام البلاستيك: بشكل عام يشكل البلاستيك تهديدًا متزايدًا في بيئاتنا، حيث أنه يستغرق تحللها مليارات السنين، وعلاوة على ذلك فهي تحتوي أيضًا على مواد كيميائية خطرة وترتبط بموت الآلاف من الثدييات البحرية والسلاحف البحرية والطيور البحرية بعد تناول البلاستيك أو المحاصرين فيها، لذلك يعد التخلص من البلاستيك وخاصة المنتجات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة مثالًا رائعًا للحياة المستدامة.
  • تقليل استخدام الطاقة المنزلية واستخدام الطاقة المتجددة: يعد تقليل الاستخدام الكلي للطاقة المنزلية أسلوب حياة مستدامة، حيث يمكن القيام بذلك عن طريق إطفاء المصابيح والأجهزة عند عدم استخدامها وتركيب أجهزة موفرة للطاقة واستخدام ترموستات قابل للبرمجة واستبدال المصابيح المتوهجة بمصابيح (LED)، وبالمثل يعد تركيب واستخدام الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح طريقة عملية لتقليل تكاليف الطاقة وتعويض البصمة الكربونية.
  • إيجاد طرق مبتكرة لإعادة استخدام كل شيء: هناك ألف طريقة رائعة لإعادة استخدام كل شيء تقريبًا، حيث أن إعادة استخدام العبوات البلاستيكية والزجاجات والأكواب لأغراض أخرى هو مثال واحد فقط، وعلى سبيل المثال بدلاً من التخلص من زجاجات المياه البلاستيكية المستخدمة يمكننا إطالة عمرها باستخدامها كزجاجة ماء، وينطبق الشيء نفسه على المنتجات المنزلية الشائعة مثل الأكواب والأباريق والمجلات والأحذية والملابس والحصائر وغيرها، فبدلاً من رمي هذه الأشياء بعيدًا يجب أن نقوم ببيعها أو التبرع بها لمنحها عمرًا أطول.
  • الحفاظ على المياه: يعتبر الحفاظ على المياه في المنازل طريقة سهلة للعيش بشكل أكثر استدامة، فعلى سبيل المثال من خلال تركيب مراحيض موفرة للمياه واستخدام غسالات موفرة للمياه واستخدام رؤوس دش موفرة للمياه يمكن أن يحافظ على المياه بشكل كبير.
  • القيام بالقيادة الخضراء: وهنا يعد استخدام السيارات الجماعية واستخدام الشاحنات الصغيرة واستخدام وسائل النقل العام أو نظام السكك الحديدية وركوب الدراجات والمشي من أكثر الممارسات كفاءة واستدامة.

شارك المقالة: