مدينة الرقة ومسجدها

اقرأ في هذا المقال


مدينة الرقة:

كرر المنصور تخطيط بغداد عندما شيد مدينة قريبة من الرقة على نهر الفرات، كان شكلها على هيئة حدوة حصان وأسوارها المزدوجة مشيدة باللبن ومحصنة بأبراج لا يزال جزء من سورها قائم إلى الآن وبه مدخل عرف باسم مدخل بغداد، والذي كان قد شيده هارون الرشيد عندما اتخذ الرقة عاصمة له بين عامي 180-192 هجري، ويلاحظ أن العقد المدبب لم يوجد في الشام قبل ذلك.

كما يرجع تاريخ بناء المدينة القديمة للإسكندر المقدوني، إلا أن ذكرها لم يبرز إلا في زمن المنصور، حيث بنى المدينة إلى جوارها وسماها الرافقة، ثم اتصلت بالرقة وأخذت اسمها، وقد استقرت جدرانها على أراضي صخرية وبنى الخطان السفليان منها بحجارة بيضاء كلسية جيرية، وزينت زخارف المدخل بالسواستيكا (الصليب المعقوف)، وهو رمز هندسي يرمز للحياة السعيدة المتوازنة بالعناصر الأربعة (ماء وهواء وأرض ونار).

كما زخرفت بعض أجزاؤها بصفوف من المعينات، والتي استخدم فيها الآجر عمودياً وأفقياً بالتبادل، أما الجزء العلوي من واجهته فهو سلسلة من الكوى، حيث إن كل كوة يعلوها قوس ذو ثلاثة فصوص وترتكز على أعمدة صغيرة، كانت تضم بينها أقواساً مدببة غائرة قليلاً في الجدار.

جامع الرقة:

وهو مستطيل الشكل أبعاده الداخلية 92.9×108.1 متر وجدرانه مبنية من اللبن، وقد استخدمت أبراج نصف دائرية لتقويمها، ويستدل على وجود أبراج في كل زاوية من زوايا الجامع وأبراج أخرى تتوسط كل جانب منه، وضمن صحن الجامع تقف المئذنة التي تعود على القرن الثاني عشر الميلادي، وتشكل واجهة بيت الصلاة أحد عشر عقداً، وهي تشير إلى إعادة بناء المسجد من الداخل.

وقد بنيت الواجهة من الآجر وارتفاعها 10.5 متر وواجهة المؤخرة خالية من الزخارف، وتختلف عن الأمامية ليس في عقودها فحسب، ولكن في الأكتاف التي زينت جوانبها بأعمدة اسطوانية رشيقة من الآجر، والتي تحمل تيجاناً زخرفت بالجص وفي قاعدة كل منها محراب قليل الغور.

وربما تكون هذه التيجان عملت بأمر نور الدين بن عماد الدين الزنكي، حيث تبدو على علاقة بالتيجان القيثارية في جامعة بالموصل، ويؤكد ذلك الكتابة الموجودة على العقد الأوسط في الواجهة الأمامية، حيث تشير إلى ان السلطان أصلح الجامع عام 1165-1166 ميلادي خاصة في الاكتاف والعقود وفي بيت الصلاة.


شارك المقالة: