العمائر الفاطمية

اقرأ في هذا المقال


مدينة المهدية مهد العمارة الفاطمية:

وقد سميت بذلك نسبة لمؤسسها ومؤسس الدولة عبيد الله المهدي، حيث ترجع أسباب اتخاذه لمدينة جديدة كعاصمة للبلاد في أفريقية –تونس– بعد إسقاطه للأغالبة التابعين للعباسيين وفتحه لعاصمتيهم رقادة والقيروان، وتتمثل بالتالي:

  • اضطراب الأوضاع السياسية والمذهبية في القيروان المتمثلة في الولاء للعباسيين والتمذهب بالسنة والأوضاع العرقية، حيث سكنها روم وعرب وعجم وبربر.
  • قيام بربر كتامة بالثورة على حكم المهدي لقتله داعيته أبي عبد الله الشيعي الذي وطد له الأمر وتحصنوا في جبال الأوراس قرب القيروان.
  • طموحات المهدي التوسعية لإنشاء أسطول قوي لفرض سيادته في البحر المتوسط (البحر المركزي العالمي) ضد العباسيين أعدائه في المذهب، ومغتصبي الخلافة في نظره وضد الفرنج النصاري أعدائه في الدين.

حيث إنه انجذب إلى مدينة قديمة ترجع لزمن الروم وتتمتع بعدة خصائص أهمها:

  • وقوعها على ساحل البحر.
  • اتصالها بالبر من جهة واحدة فهي شبه جزيرة تشبه مدينة صور الشامية الحصينة فهي على هيئة كف متصل بالبر.
  • كان المكان قفراً وهذا يعني أنه أرض خام يشكلها كما يشاء.
  • توفر المياه العذبة الجارية في قرية تدعى ميانش أو منانشـ حيث يجلب الماء منها ويصب في صهريح المدينة علاوة على وجود الآبار الحلوة.

وقد استغرق البناء خمس سنوات 303-308 هجري، وقد انتقل إليها مع أهله وجنده وهو يقول: الآن أمنت على الفاطميات؛ أي بناته، كما كان لتوسطها الساحل الجنوبي للبحر المتوسط أن أصبحت في منتصف المسافة بين مصر والأندلس، فرست فيها سفن جميع البلاد التي كان مرساها منقوراً في الصخر الصلد، والذي يتسع لثلاثين مركباً، فكأن العاصمة الجديدة كانت رباطاً على نمط رباطات الأغلبية التي حصنوا بها سواحل المغرب، بدء من طرابلس إلى طنجة، وقد بلغت 18000 رباطاً تقريباً وكان رباط سوسة قاعدة غزو صقلية.

المهدية:

بنيت أول عاصمة فاطمية كمدينة ملكية ورباط بحري، ولقد أحيطت بالأسوار العالية ذات الأبراج القوية، كما اتخذ لها من جهة البر غرباً بابان عظيمان من الحديد، أشهرهما باب المصلى الذي ينفتح على طريق القيروان، وكان البابان يؤديان لمدخل المدينة الفخم المسمى حالياً (السقيفة الكحلا)، وقد كان القصر والمسجد الجامع في قلب المدينة ويحيط به مساكن الجند والأعوان.


شارك المقالة: