وصف المحلية في مكة المكرمة:
تميزت العمارة المحلية بمكة المكرمة بأنها ذات طابع متميز وفريد، فقد كانت إنعكاساً لتفاعل المؤثرات الدينية والاجتماعية والاقتصادية وطرق البناء المحلية ومواد البناء المتوفرة مع العديد من الملامح المعمارية المختلفة التي قدمت مع العمالة الوافدة والتي استقرت في مكة المكرمة خلال رحلات الحج المتكررة إلى بيت الله الحرام، كما تميزت بقدرتها على تلبية احيايجات المجتمع، حيث تمميز بأنها عمارة وظيفية بصورة أكبر وتستعمل المواد المحلية المتوفرة.
كما تميزت العمارة بأنها ذات نسب متوافقة مما اعطها التناسق والإيقاع، كما أنها تعتبر بأنها ذات أصالة وابتكار وتكوينات معمارية رائعة كذلك بتكوينات جمالية مميزة بقيت نماذج رائعة ذات جمال وبساطة تعكس قيم ومبادئ العمارة الإسلامية، وقد احتفت هذه العمارة ولأجيال متعاقبة بما توارثته من ملامح وسمات مميزة، وقد كان للزيادة الكبيرة في أعداد السكان إضافة إلى الزيادة في أعداد الحجاج والمعتمرين دور كبير في زيدة رقعة المدينة وامتدادها بشكل كبير.
كما كان للسرعة التي واكبت التطور العمراني الكبير أثرها في عدم ترك المجال الكافي لتحديد وتقنين ملامح التراث العمراني الجدير بالمراعاة والأخذ به والمحافظة عليه، وكادت العمارة المحلية أن تضيع وتفقد شخصيتها بين مختلف الاتجاهات والفلسفات المعمارية التي تزاحمت عليها، حيث شهدت مكة المكرمة عمارة الزجاج والحديد والأسطح الملساء مثل باقي مدن المملكة.
خصائص العمارة المحلية في مكة المكرمة:
وبعد أن كادت هوية مكة المكرمة أن تضيع بدأ المسؤولين في البلديات والأمانات اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو حماية العمارة المحلية في مكة المكرمة، شأنها شأن غيرها من المدن في المملكة العربية السعودية، بعد ذلك أصبحت العمارة في مكة المكرمة يتجاذبها اتجاهين، الأول باسم الحداثة والتحرر من القديم وعدم الالتفات إليه والسعي إلى تقديم إبداع يناسب التطور في جميع المجالات، واتجاه آخر يدعو إلى المحافظة على هذا التراث الفريد حتى لا يضيع وسط موجة التطور والتجديد؛ وذلك بالسعي لتقديم عمارة معاصرة ومنتمية في حدود الامكانات ومعطيات العصر.
وقد وجدت هذه المبادرة صدى على المستوى الشعبي وأيضاً على مستوى المعماريين والمخططين بالمكاتب المعمارية الوطنية إلى حد كبير، ولن تكن هذه الدعوة مجرد دعوة للاقتباس من المفردات التشكيلية التراثية مجردة من المضمون أو تظاهرياً بالأصالة.