المزاغل في القلاع الحربية:
المزاغل عنصر دفاعي عبارة عن شقوق طولية انتشرت على طول أسوار قلعة المويلح والوجه وأبراجهم، واستخدم المزاغل على هيئة شق طولي في الجدار الساتر للمر الداخلي للأسوار، يتسع من الداخل ويضيق من الخارج، كما أنه كان أسلوب معماري دفاعي يوفر للمدافع مجالاً أكبر لتحريك سلاحه، ويكشف له في الوقت نفسه مساحة أكبر خارج القلعة.
وقد عرف المزغل في أسوار قصر الأخضير العباسي 777 ميلادي، كما استعمل في أسوار مدينة القاهرة وبواباتها مثل باب النصر وبوابتي الفتوح وزويله، واستعمل أيضاً في قلاع الشام وفي أسوار مدينة القدس، حيث نجدها في أبراج قلعة دمشق وفي قلعة حصن الاكراد، وكذلك ظهرت المزاغل في قلاع العصر المملوكي، كما في قلعة قايتباي بالإسكندرية وفي قلعة الأزنم 1510 ميلادي.
ممرات الأسوار في القلاع الحربية:
تمثل ممرات الأسوار في القلاع الحربية عنصراً هاماً من العناصر الدفاعية؛ وذلك لأنها تسهل انتقال الجنود بين أبراج القلعة وأجزائها، فضلاً عن اشتمال الجدران الساترة لها على عنصر المزاغل، وقد وجد هذا العنصر الدفاعي في قلعتي المويلح والوجه، ومن أقدم أمثلتها الممرات التي تصل بوابات القاهرة الفاطمية على سطح الطابق الثاني من الأسوار التي فتحت في جداره الساتر مزاغل لرمي السهام، وكذلك في أسوار قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة.
ووجدت كذلك ممرات الأسوار في القلاع الدفاعية العثمانية في تركيا كما في قلعة روملي حصار 1725 ميلادي وقلعة الأبراج السبعة 1458 ميلادي، حيث تصل الممرات بين أبراجها الشاهقة متعددة الطوابق وممرات الأسوار فيها عريضة تصل إلى ثلاثة أمتار.
الوحدات المعمارية الخدمية:
اشتملت قلعتا المويلح والوجه على العديد من العناصر الخدمية، والتي منها الحجرات حول الصحن والتي خصصت لإقامة الجنود، وكذلك لحفظ مؤن الحجيج وإقامتهم للإستراحة، فضلاً عن الحمامات وآبار المياه والبرك الكبيرة التي شُيدت لحفظ مياه الأمطار بها واستعمالها للشرب في موسم الحج، وهذه العناصر من أهم العناصر التي تكفل بقاء دور القلعة الدفاعي إلى جاني دورها في حماية الحجيج في رحلة الحج.
إلى جانب هذه العناصر فقد اشتملت قلعتا المويلح والوجه على بعض الوحدات المعمارية الدينية مثل إلحاق مسجد صغير بكل قلعة؛ لأداء الصلوات داخله للجنود المرابطين أو الحجاج الوافدين، وقد زود مسجد قلعة الوجه بمئذنة فقدت قمتها العليا ولكن بدنها المثمن ودورة الأذان بها تشير إلى أنها كانت من النماذج المعمارية الجيدة، وبذلك يتكامل دور القلعة الدفاعي من خلال عناصر الخدمة والمعيشة وبذلك العنصر الروحي المتمثل في المسجد لأداء الصلوات داخله.