المواد المعمارية في الفن الإسلامي:
استخدم الفنان المسلم (البناء أو المقاول) المواد المتاحة المباحة، وهذان هما ضابطا استخدام المواد في الإسلام، وهي أن تكون مباحة شرعاً (طاهرة) ومتاحة عرفاً (في قدرة المالك وسماح الجيران) من حجر أو الطين أو خشب أو جص وآجر، فالحجارة استخدمت في أساسات البيوت والقلاع والمباني العسكرية الخاصة، وقد قام الفنان المسلم بقطع الأحجار البحرية والمواجهة لرياح البحر ليبني منها الواجهات البحرية والقلاع والقصور؛ وذلك لاعتيادها على الهواء الرطب فلا تتأثر به.
كما قام بقطع الأحجار القبلية المواجهة لهواء الصحراء الجاف وبناء الواجهات القبلية في العمائر الإسلامية، منها ذلك أنها معتادة على الهواء الجاف فلا تتأثر به، وقد استخدم الطين في صناعة الطوب اللبن، حيث يتم خلطه بالقش المدروس مع الماء وصبه في قوالب تختلف أبعادها حسب الغاية المراد منها.
وفي اليمن يخلطونه بالحصى، وقد يبنى بالطين بنظام الاطواف وليس القوالب، حيث يبنى طوف في كل الدار معاً، والطوف بارتفاع شبر تقريباً، وهذه العمائر تصمد لقرون (العمارة الصنعانية)، كما يبنى بالحجر الرملي كما في غزة، حيث يخلط بأصداف البحر (الزفزف)، وذلك كبديل عن القش الذي لا يناسبه ولكي يقوم على تماسك الحجر.
والحجر الرملي له صفات هامة كالحجر الطيني في بطئ نقله للحرارة، ومن ثم الحفاظ على درجة حرارة البيت بدرجة معتدلة نهاراً ودافئة ليلاً، حيث يستغرق ثماني ساعات لنقلها، بل إن هذا الحجر يتنفس كما يقول أستاذنا أحمد عابد عبر خاصية الأنابيب الشعرية، فيرفع الرطوبة للأدوار العلوية وتوجد عدة مباني بالحجر الرملي في غزة لعل أهمها الجامع العمري، كما يبني البناء المسلم بالخشب كجذوع مثل النارجيل بالهند أو حتى ألواح البوص في قرى (السفيل) في الدلتا في مصر أو العراق.
العناصر البنائية للفن الإسلامي:
المآذن: وهي عنصر أموي قصد منه إبلاغ الصوت أبعد مدى يذكر، حيث لم يكن للمسجد النبوي مئذنة، ولعل أول مئذنة في الإسلام هي مأذنة الجامع الأموي بدمشق، وانتقلت منها إلى إفريقيا وأقدمها هناك هي (صومعة جامع سيدي عقبة بالقيروان)، والتي تأسست في عهد هشام، وهي على شكل برج ارتفاعه 31 متر ومكونة من ثلاث طوابق كل طابق أصغر من الذي تحته.