تطور المساكن في العصور القديمة:
في أول الأمر قام الإنسان ببناء مسكنه مقلداً في ذلك الطيور والحيوانات، فعمل حفرة في الأرض بشكل دائري أو شبه دائري دعمت جوانبها بالأحجار ويثبت عليها خيمة أو شكلاً مخروطياً من فروع الأشجار، تبنى عليه تغطية بالقش والطين أو بالجلود، وقد وجدت تلك الحفر المدعمة بالحجارة في مدينة (Ahernsberg) بالقرب من هامبورج بألمانيا، كما عرفت المساكن بشكل حفرة أو كهوف شبة دائرية في العصر الحجري بمصر بمنطقة الفيوم.
وفي منطقة بلاد ما بين النهرين تعددت أشكال المساكن، فيوجد مسكن دائري أو شبه دائري بالإضافة إلى مساكن تجمع بين المسقط المستطيل والدائري، فقد وجدت تلك المساكن في منطقة حسونة بالقرب من الموصل، وفي قبرص بالقرب من خيروكيتيا وجدت آثار مساكن عديدة لها سقف بشكل قبة.
إلا أن هذا لم يمنع وجود مساكن ذات مسقط مستطيل قبل ذلك بكثير، فقد وجدت مساكن ذات مسقط مستطيل بالقرب من مدينة جرش بالأردن ترجع إلى الألف السادسة قبل الميلاد.
تطور القباب في العصور القديمة:
نجد في العمارة المصرية القديمة أمثلة متعددة لمدافن من عصر المملكة الوسطى بنيت سقوفها بأشكال قباب دائرية، كذلك يوجد مثال واحد من الأسرة الرابعة بمقبرة سنب، كذلك عملت صوامع الغلال داخل المساكن الكبيرة من الطين بشكل مخروط.
وقد تركت لنا عمارة بلاد ما بين الرافدين بعض الأمثلة على استعمال أشكال القباب سواء في المباني الدينية أو المدنية، فمن العصر البابلي نجد شكل قبة على هيئة جزء من دائرة أعلى المدخل الرئيسي لزيجورات أورنا والتي ترجع إلى عام 2125 قبل الميلاد، وبذلك تم تأكيد وضع المدخل باستعمال طريقة إنشائية تخالف باقي طرق البناء المستعمل في البناء.
أما العمارة الرومانية فقد استعملت فيها القباب الخرسانية على مساقط دائرية في كل من المعابد والمدافن والمباني المدنية، ونرى أمثلة لها في معبد (Vesta)، كما يوجد مثال رائع للقبة في معبد البانثيون في مدينة روما، كذلك نجد مثالاً للقبة في المدافن الدائرية مثل مدفن ديكلتيان.
ونجد القباب الحجرية محمولة على مثلثات كروية بالمنطقة العربية قبل الإسلام، وعلى سبيل المثال في قصر النوايس بالقرب من عمان، وقد استمر استعمال القباب بأشكال متعددة في العمارة البيزنطية على مساقط دائرية أو مربعة مع استعمال المثلثات الكروية في الأركان.