القصبة في عمارة الأندلس

اقرأ في هذا المقال


القصبة: هي الحصن بمعنى الكلمة في المدن الأندلسية المهمة، فقد كانت رمزاً للسلطة وكانت تجسد المركزية السياسية بالإضافة إلى الأغراض العسكرية، فكانت في العصر العربي بمعنى العاصمة أو المركز والمقر السياسي والإدراي للأندلس، ومن أمثلة ذلك، يطلق لفظ قصبة على مدينة قرطبة المحاطة بالأسوار المشيدة من الحجر.

وظيفة القصبة المعمارية:

نجد أن وظيفة القصبة أو القلعة كانت تضم الوظيفة الحربية والسياسة والإدارية، بالإضافة إلى الوظيفة المنبثقة عن الوظائف الثلاث السابقة مجتمعة فهي تعتبر حصن، كانت تحميها أسوار أبراج منيعة مع وجود برج أو قلعة حرة، حيث أنها تقوم بدور السلطة، ويمكن أن تتحول إلى ملجأ في حالات الخطر مثل الحصار والاستيلاء على المدينة، وخير مثال على هذا ما حدث في حالة باجة، حيث حاصرها المسيحيون ودمروها، وهنا نجد أن السكان لجأوا إلى القصبة للحماية من الخطر.

أهم سمات القصبات:

كانت القصبة تتمتع بكافة أنواع الدفاعات والتحصينات، وأكثر بكثير من المدن، حيث تحتوي على بوابات الدخول ذات التخطيط المنحني، وأبراج قوية مكونة من عدة طوابق تتراوح بين ثلاثة وستة، وتتوفر بها الإمكانية لمقاومة القوات المهاجمة، كذلك أسوار مصممة بشكل متمرج مثل قصبة عدي (Udaya) في الرباط وقصبة مضيق جبل طارق والقصبة الخارجية لأشبيلية.
ولأن القصبة كانت تشكّل قطاعاً حربياً مسوّراً، فمن الممكن أن تضم داخلها جباً وحمامات، كما أن هناك قصبات ذات مقر واحد مثل قصبة ماردة، كما نجد قي قصبة ملقة مقرين متراكزين؛ وذلك لأسباب حربية وطبغرافية، حيث يضم المقر الداخلي قصوراً وكذلك أجباباً ومسجد.
وقد عثر على حالات تتمثّل في وجود قصبتين للمدينة الواحدة، حيث تحل كل منها موقع استراتيجي، أما بالنسبة إلى مسطّح القصبات فقد كانت قصبات ذات حجمين، فهناك بعض القصبات التي تتراوح مساحتها بين ألف متر وألفين وخمسمائة متر مربع، وهناك قصبات تتراوح مساحتها بين نصف هكتار وهكتار كامل مثل قصبة منستير في تونس.
وفي أشبيلية نجد أن القصبة تضم مسجداً، وبالتالي فإن القصبة تحتوي على مصليات وحمامات، وكذلك تحتوي على منازل وأمكان مخصصه للقوات، كما تضم القصبة صهاريج وأجباب لتخزين المياه وأحواض للخيل، وتحيط بالقصبة أسوار خارجية لحمايتها، كما تحتوي هذه الأسوار على بوابات وأبراج.


شارك المقالة: