الكوابيل في العمارة الحمادية

اقرأ في هذا المقال


وصف الكوابيل في العمارة الحمادية:

إن فكرة الكوابيل (الحوامل والمساند) عبارة عن نتوء بارز في الجدار مع تحليته في العمل الفني الرائق والسائد في الزخرفة الإسلامية المجردة، وأحياناً تشبه إلى حد ما العناصر الطبيعية، وعنصر الكوابيل الذي مفرده كابولي في عمائر القلعة لم يكن بكثرة المقرنصات وأشباهها، حيث وجد منها شكلان فقط هما: الكابولى، ووصلة القرمة فوق الجدار.
والكابولي الوحيد الذي عثر عليه في القلعة كان عبارة عن مستطيل مكعب على هيئة قلوب متشابكة ولفائف حلزونية تتخللها ورقة المروحة المزدوجة، ثم في الجانبين الآخرين بخطوط تنتهي باستدارة حلزونية، بينما شغلت الفراغات الناتجة عن وضع الخطين بالمثلثات.
أما الوصلة أو المسند البارزة عن الكتلة الحجرية المعثور عليها في حوض قصر المنار، فهي عبارة عن كابولي غير مزخرف إلا من لفتين في نهايتها، بينما سطحه العلوي نحت فيه ما يشبه حرف (في) اللاتيني، زيادة عن تدرج حافتين على سطحه من غليظة إلى أقل منها حجماً.
تقوم التقوية التدعيمية للكوابيل الخشبية الأثرية في العمارة الإسلامية من خلال استخدام مجموعة من المواد والمخاليط المستخدمة في الاستكمال والتدعيم وإجراء دراسة واختبارات ميكانيكية على تلك المخاليط.

خصائص الكوابيل في عمارة الحمادية:

يرى الأستاذ قولفان أن وصلة القلعة لها صلة الشبه بنظيرتها في المسجد الجامع بالقيروان، ولكن ذلك قد يكون فقط في الإطار الزخرفي وليس الشكلي، حتى في الزخرفة نجد اختلافاً جوهرياً يتجسد بالخصوص في احتفاظ الفنان بالطراز الثاني السائد في فن سامراء، والمتكون أساساً من أنصاف المرواح ذات ثلاثة فصوص، فيما ازدانت الوصلة الأخرى بالمرواح البسيطة المجردة من الفصوص، وكأنها من صنع فنان إغريقي؛ لتشابهها الشديد بسعفة النخيل الإغريقية.
ومن هنا نلاحظ ابتعاد الحماديين عن التقليد وسعيهم الدؤوب لاستعياب الفن التجريدي الإسلامي، كما نمّوا إحساسهم الجمالي فأوصلوه إلى الآخرين، وكانت زخرفة كوابيل القلعة قد أضفت عليها مسحة جمالية خاصة وسحراً روحياً، وهو أساس وقوام الحركة الفنية الإسلامية المبكرة الناضجة، المعتمد على خطوط تتهادى وتتشابك في نسق رتيب متناغم، وكأنه نوتة موسيقية تتنساب انسياباً، بحيث تجعل الإنسان يتجاوب معها ومع أحساسيه المرهفة.


شارك المقالة: