اللوحات الخزفية في زخرفة المساجد العثمانية الليبية

اقرأ في هذا المقال


تنوع اللوحات الخزفية في المساجد العثمانية الليبية:

هناك لوحتان خزفيتان في الجدار الجنوبي الغربي لبيت الصلاة في جامع القرمانلي من الخارج، حيث تحوي كل لوحة مزهرية رشيقة التصميم بتوريق ملتو وأزهار داخل إطار مستطيل، يكون عبارة عن شريط ضيق من البلاطات الخزفية بلون أسود.

واستخدم عنصر المزهرية في الزخرفة كان وما زال موضوعاً منتشراً في فنون حوض البحر المتوسط، ونفذ هذا الموضوع الزخرفي على كثير من المواد المستخدمة في الزخرفة مثل الحجر الجيري والرخام والجبس والملاط والخشب.

ومما تجدر ملاحظته أن عنصر المزهرية الزخرفي هو موضوع مستقى من الفن الروماني والبيزنطي، ومنذ القرن السادس عشر وما بعده فقد تم إعادة ترجمة هذا الموضوع الزخرفي كجزء من إعادة اكتشاف الماضي الكلاسيكي في عصر النهضة، وظهر صداه في عمارة وفن الفترة المبكرة والمتأخرة من عصر النهضة في إيطاليا وإسبانيا وهولندا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا، واستمر هذا الموضوع الزخرفي في الفن والعمارة في عصر الباروك والركوكو.

العناصر الزخرفية في المساجد العثمانية الليبية:

يجب علينا تحليل العناصر الزخرفية المكونة لموضوع اللوحة الخزفية ذات المزهرية بجامع القرمانلي، المزهرية بها توريقان ملتويان وأزهار وأوراق نفذت بأسلوب الزخرفة التركية العثمانية، على اعتبار أن التصميم العام به أشكال زخرفية مماثلة يمكن رؤيتها في كل الفنون الزخرفية التركية، حيث إن أهم العناصر هي الأزهار والأوراق المشكلة على هيئة خنجر وزهرة اللالا وزهرة القرنفل وزهرة الزئبقة.

اللون الغالب على اللوحة هو اللون التركوازي الأزرق الذي استخدم في بدن المزهرية والأزهار الدائرية الشكل، والتوريق ذو الساق المزدوج والورقة التي تشبه الخنجر وعناصر نباتية أخرى تملأ خلفية اللوحة.

كما نشاهد لمسات من اللون الأصفر الداكن والهافت في مواقع مختلفة من اللوحة، وكذلك لمسات من اللون الأخضر، ولا توجد أي لمسات زخرفية باللون الأحمر الطماطمي الذي امتازت به اللوحات والبلاطات الخزفية، والتي صنعت في تركيا في القرن السادس عشر والسابع عشر.

وبناءً على ذلك فإن الألوان السائدة على هذه اللوحة الخزفية وغيرها من اللوحات بجامع أحمد القرمانلي، هي نفس الألوان والخصائص التي ميزت أغلب إنتاج مصانع تيكفورسراي وكوتاهية في تركيا في النصف الأول من القرن الثامن عشر.

وعلى الرغم من الطعم والذوق التركي المميز لهذه اللوحات، إلا أن مكان صنعها غير محدد، ومن المحتمل أيضاً أن هذه اللوحات الخزفية انتجت في تونس مستخدمين تصاميم أوروبية وتركية.


شارك المقالة: