سمات العمارة الحمادية:
على الرغم من قصر المدة التي عاشتها الدولة الحمادية في القترة ما بين 398-1007 ميلادي، إلا أن المعماريون فيها استطاعوا أن يبنوا مدينتهم ونقلها إلى أحسن الظروف بأتم تركيب معماري كامل، وبالرغم من أن الدراسات الأثرية عنها شاملة وتنوعة التي بدأت مع القرن الماضي على يد الضابط الفرنسي ليون دي بيلي إلى آخر ما صدر عنها في سنة 1977 ميلادي، إلا أن تلك الدراسات لم تشر إلى المبتكرات المعمارية المميزة والمستجدة في عمارة قلعة بني حماد إلا ضمنياً، كما تميزت العمارة الحمادية بوجود بعض العناصر المعمارية المميزة مثل: الدلايات والمقرنصات، الكوابيل (المساند)، القواقع المروحية والتيجان.
الدلايات في العمارة الحمادية:
اكتشف عنصر الدلايات المستطيلة في قلعة بني حماد على يد القائد الفرنسي ليون دي بيلي أثناء تنقيباته الأثرية سنة 1908 ميلادي، وتم اكتشاف دلايات مصنوعة من مادة الخزف المطلية باللون الزرعي في الجزء الأسفل البارز، كما كان شكلها الهندسي مقسوم إلى قسمين، الأول عبارة عن مكعب مستطيل، يغمر في داخل السقف في بداية العملية، ثم تدمج أركانه في القسم أو الجزء الثاني الذي به أخدود في كل ضلع، وشكل الأخدود أو القناة على هيئة مثلث مقعر يناسب أركان المستطيل الأصم.
وبذلك تركب القطع إلى بعضها البعض بواسطة التدرج، يبدأ بالواحدة فاثنتين فثلاثة إلى آخر المساحة المراد تغطيتها بها، وبذلك يشبه هذا التركيب تركيب خلايا النحل، ورغم أن العملية تتم بواسطة التعشيق إلا أنه لا يستبعد أن تضاف إلى ذلك مادة لاصقة، وذلك تأكيداً لتثبيتها على الجدار.
وقد استطاع المهندس الأثري مارسيه إعادة تركيب هذه الدلايات، فأوصل أجزاءها بالطريقة الموصوفة سابقاً، غير أنه اعتقد بأن المعمار الحمادي قد شكل منها إفريزا (نطاقاً) بين الجدار والسقف على مدار غرفة كاملة، إذا كان البعض يشاطره هذا الرأي، فإن ذلك يعتبر أمر مبالغ فيه.
كما أنه كان الرأي الغالب أن دلايات عمارة القلعة كانت تؤدي وظيفة المقرنصات التي ظهرت في أواخر القرن الرابع للهجرة، كما أن دلايات القلعة لا نجد لها مثيلاً في العمارة الإسلامية؛ ممّا دفع بعض الباحثين إلى القول بأنها لا يمكن أن تكون هي المقرنص نفسه ولا ما يشابهها، مع أنها تؤدي وظيفتها تماماً.