الواجهات في العمارة الإسلامية الدمشقية

اقرأ في هذا المقال


وصف الواجهات في العمارة الإسلامية الدمشقية:

الجدار الرئيسي الذي تدخل منه إلى البناء، ويحتوي على البوابة والعناصر الزخرفية المتممة كالعقود والمقرنصات والحشوات والأشرطة المزررة والكتابية ومداميك الأبلق، وعلى الرغم من إهمال العمارة الإسلامية للمظهر الخارجي للبيوت العادية بشكل عام، تركز اهتمامها على واجهات الأبنية الهامة كالجوامع والمساجد الكبيرة ودور القرآن ودور الحديث والمدارس والخوانق والربط والتكايا والزوايا والأضرحة، إلى جانب البيمارستانات والحمامات والخانات والقصور والبيوت الكبيرة.
وتركز الاهتمام بالواجهات في العهد الأموي، ولكننا لا نملك من مشيداته في دمشق اليوم سوى الجامع الأموي، فقد درسها القائد العباسي عبد الله بن علي بعد أن احتل المدينة سنة 132 هجري، ولم يسلم منها سوى هذا الجامع، غير أن واجهة قصر الحير الغربي المقامة في متحف دمشق لخير شاهد اليوم على مدى اهتمام ذلك العهد بالواجهات وزخارفها.
وأقيمت الواجهات في العهد الأيوبي بالحجارة الكبيرة المنحوتة جيداً وبمداميك عريضة، وتميزت بالارتفاع وزخرفت بالعقود المقرنصة والمداميك المزررة والأشرطة الكتابية، مما نشهده في بوايات المدرسة العادلية الكبرى بحي الكلاسة والبيمارستان القيمري والمدرسة الأتابكية بجادة المدارس من حي الصالحية وغيرها من المشيدات الهامة في ذلك العهد، غير أن الجدران المحيطة بالواجهة بقيت خارج الاهتمام وبقيت ملساء خالية من العناصر الزخرفية.

تطور الواجهات عبر العصور:

تميزت الواجهات في العهد المملوكي بالترف التزييني بالإفراط في استعمال العناصر الزخرفية ذات الأشكال والتكوينات المتعددة بالمقارنة مع العهود السابقة، وبيدو هذا الإسراف بواجهات دار القرآن الصابونية بسوق الغنم على أول طريق الميدان التحتاني والمدرسة في الدرويشية والمدرسة الجقمقية بحي الكلاسة والمدرسة الشاذبكية بحي القنوات، والتربة المختارية الطواشية جوار مقبرة الباب الصغير من جهة الغرب، وفي هذا العهد زودت البوابات بالحشوات المستديرة أو المربعة ذات الزخارف النباتية أو الهندسية.
أما واجهات العهد العثماني فلم تختلف عن الواجهات في العهود السابقة إلا في الإقلال من البذخ الزخرفي الذي تميزت به العمارة المملوكية، إضافة إلى ظهور خصائص جديدة يمكن اعتبارها استمراراً لخصائص الفن السلجوقي، كما طورت أنماط جديدة من المقرنصات الغربية نشهدها في بوابة جامع التكية السليمانية، كما شاع جديد من العقود المطورة عن العقد التيودوري أو العباسي فأصبح الضلعان المستقيمان مقعران قليلاً نحو الخارج.


شارك المقالة: