دراسات حول تأثير علامات الطريق على سلوك السائق:
نظرًا لوجود علامات الطريق في مجال رؤية السائق المركزي وتحديد معالم الطريق، فإن لها تأثيرًا كبيرًا على سلوك السائق، حيث تم تحليل الدراسات التي تم إجراؤها حتى الآن بشكل أساسي على تأثير علامات الطريق في سلوك السائق من حيث الحفاظ على الوضع الجانبي للمركبة داخل الطريق، ومن حيث تغيير سرعة القيادة في مواقف حركة المرور المختلفة (المنحنيات، التحولات، التقاطعات).
من إجمالي 36 دراسة متضمنة، أجريت معظم الدراسات باستخدام محاكي القيادة، حيث كان هناك ما يقارب 13 دراسات ميدانية، و3 كانت بحث ميداني ومحاكاة، بينما كانت واحدة تحليلاً تلويًا، من أجل تقديم نظرة عامة بسيطة، لقد تم تقسيم الدراسات أيضًا وفقًا لموضوع البحث الخاص بهم حول الدراسات المتعلقة بتأثير عرض علامات الطريق وتكوينها وعلامات الطريق كمقياس لتقليل السرعة والامتثال لحدود السرعة، حيث يحلل القسم الفرعي الأول الدراسات التي بحثت في كيفية تأثير هندسة علامات الطريق، أي العرض والتباعد بين الخطوط المتقطعة، على سرعة القيادة والموضع الجانبي للسيارة ومناورات السائق.
من ناحية أخرى، في الدراسات الفرعية الثانية التي استخدمت علامات الطرق المختلفة كمقياس إدراكي لتقليل السرعة والامتثال، خاصة في مواقع الخطر مثل المنحنيات والتقاطعات والتحولات بين الريف والحضر.
تأثير عرض علامات الطريق والتكوين:
أُجريت إحدى أولى هذه الدراسات في عام 1986، حيث درس المؤلفون فعالية 10 علاجات وضع علامات مؤقتة على مقاييس مختلفة لأداء السائق (السرعة والمسافة والمناورات غير المنتظمة والتعليقات الشخصية وتقييمات العلاجات من قبل السائقين)، تم اختبار جميع المقاييس في تجربة ميدانية أثناء الطقس الجاف والنهار، بينما تم أيضًا اختبار المعايير السبعة الأكثر فاعلية في ظروف الليل، أجريت الدراسة على مقطع اختبار بطول 9.7 كيلومتر لطريق بعرض 3.36 متر ثنائي المسار ومسارين.
تضمن القسم عدة منحنيات أفقية، وتم تعليم الطريق بخط الوسط وخطوط الحافة (خارج مناطق المعالجة)، لقد تم وضع المعالجات المدروسة على أربعة منحنيات أفقية، في هذه المواقع، تم قطع خطوط الحافة قبل المنحنى بـ 153 مترًا واستؤنفت بعد 153 مترًا من المنحنى، أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين العلاجات (سواء أثناء النهار والليل) من حيث التأثير على سلوك السائق، أي السرعة والمسافة، أو مناورات السائقين غير المنتظمة.
أجريت دراسة ميدانية مماثلة في عام 1993 على منشأة متعددة المسارات مقسمة، لفحص نمطين مؤقتين لوضع العلامات: شرائط 0.61 مترًا بفجوات 11.59 مترًا و1.22 مترًا بها فجوات 10.98 مترًا، تمت مقارنة كلا النموذجين بالتكامل الكامل للعلامات (خطوط 3.05 م مع فجوات 9.15 م وخطوط الحافة).
حيث استخدم المؤلفون الكاميرات لتسجيل مناورات كل مركبة (ما مجموعه 436 مركبة) وللحصول على التدابير اللازمة للفعالية كالوضع الجانبي للمركبة، والسرعة داخل مقطع الاختبار وعدد التعديات على خط الحافة وخط المسار وعدد التعديات غير المنتظمة والمناورات؛ لتقييم أداء السائق فيما يتعلق بأنماط علامات الطريق.
بالنسبة لكل قياس تم فحصه، أشارت النتائج إلى أن أداء السائقين أفضل (اضبط السرعة والموضع الجانبي بشكل صحيح ولديهم تجاوزات أقل للخطوط) مع علامات 3.05 متر التي تضمنت خطوط الحافة، لاحظ المؤلفون أيضًا أن أداء السائقين بشكل عام أفضل مع خطوط المسار 1.22 متر مقارنة بخطوط المسار 0.61 متر.
كما أن تحليل سلوك السائق عند القيادة على مقطع طريق مستقيم (دراسة ميدانية) مميز بخط حافة بيضاء مكسورة بعرض 10 سم، بعد ذلك، تم تعليم نفس مقطع الطريق بعلامة بيضاء بعرض 20 سم موضوعة بالقرب من حافة الطريق، حيث أظهرت نتائج الدراسة أنه في الحالة الأخيرة، قام السائقون بتغيير الوضع الجانبي للمركبة وكان مسار قيادتهم أقرب إلى حافة الطريق، حيث قلل هذا من خطر الاصطدام الأمامي مع زيادة المسافات بين المركبات المارة.
حقيقة أن السائقين يغيرون موضع السيارة لتكون أقرب إلى حافة الطريق عندما يتم تمييز الطريق بخطوط المركز أو الحافة تم تسجيلها أيضًا في دراسة عام 2004، وقد لوحظت التغييرات في الوضع الجانبي للسيارة بشكل خاص على الطرق ذات الاتجاهين، حيث ثبت أن المركبات تتحرك خطيًا بشكل منتظم بعيدًا عن خط الوسط، يبدأ عندما تكون المسافة بين المركبات ما بين 2.5 و 4 ثوانٍ ويزداد مع اقترابها.
كما أشارت الدراسة إلى زيادة سرعة القيادة على الطرق التي تحتوي على علامات الطرق مقارنة بالطرق غير المحددة، ويرجع ذلك إلى زيادة شعور السائق بالأمان أثناء القيادة على طريق يحتوي على علامات الطريق، لأنها توفر معلومات عن مسار الطريق، مما يسمح بالتعرف المبكر على مناطق الطريق التي قد تشكل خطرًا على السلامة على الطريق، مثل المنحنيات والتقاطعات.