تاريخ الخرائط الجوية ورسم الخرائط

اقرأ في هذا المقال


تاريخ الخرائط الجوية:

كانت الخرائط موجودة منذ قرون ومن الصعب تصور كيف تمكن أسلافنا من تصوير العالم بدقة شديدة بالقيود التي يواجهونها، حيث تعد الألواح الطينية البابلية أقدم العلامات الباقية من أي خرائط تم وضعها، كما أن هذه الخرائط أظهرت العالم وكأنه مسطح، لأنه لا أحد يعرف على وجه اليقين متى أو أين تم رسم الخريطة الأولى، فإن التصوير البابلي يحظى بشرف كونه أول خريطة في العالم، حيث تم العثور على هذه الخريطة في عام “1930” للميلاد، وذلك في العراق الحالي.

بينما يمكننا تتبع تاريخ الخرائط إلى العصور القديمة، فإن تاريخ الخرائط الجوية أقصر بكثير، حيث جاء الانضباط فقط بعد ظهور التصوير الفوتوغرافي والطيران، إذ كانت الخرائط الجوية الأولى عبارة عن صور فوتوغرافية مأخوذة من بالونات الهواء الساخن وذلك في منتصف القرن التاسع عشر.

كما التقط نادر جاسبر فيليكس تورناشون أول صورة جوية قياسية فوق فرنسا وذلك في عام 1858 للميلاد، حيث إنه التقط صورة لقرية فرنسية تُدعى “Petit-Bectre”، وذلك باستخدام منطاد الهواء الساخن، كما تظهر في هذه الصورة منازل القرية، هذا وقد تبع هذا العمل الفذ بآخر يصور باريس في عام 1868، ولكن للأسف لم تعد هذه الخرائط الجوية موجودة لكن لقطة جيمس والاس بلاك الجوية لبوسطن في عام 1860 لا تزال موجودة حتى اليوم.

وبحلول عام 1906 للميلاد تحقق النطاق الكامل لما يمكن عمله بكاميرا في الهواء، حيث التقط المصور جورج لورانس آثار زلزال سان فرانسيسكو عام 1906، وذلك باستخدام عدد من الطائرات الورقية المجهزة بكاميرات، كما أظهر ذلك استخدام الصور الجوية كخريطة لتحديد الدمار الذي لحق بالمنطقة، فقد كانت أول صورة من هذا القبيل باستخدام طائرة قام بها ويلبر رايت من الأخوين رايت في عام 1909.

تم استخدام هذه التقنية الجديدة لأول مرة على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى، حيث التقطت وحدات في فرنسا عام 1918 ما يصل إلى 10000 صورة في الليلة أثناء ذروة النشاط. وطوال الحرب العالمية الثانية تم استخدام الصور الجوية على نطاق واسع للعمليات العسكرية؛ وذلك بهدف التجسس على العدو وتقييم منشآته وقدراته القتالية البرية، كما قدمت هذه الصور انطباعات محدثة وواقعية عن التضاريس، وكذلك حركة القوات على الأرض والأهداف المحتملة، وبمجرد الهجوم على العدو تم استخدام صور الاستطلاع الجوي لتقييم الضرر وتكوين رأي حول نجاح المهمة.

في عام 1957 وصل التصوير الجوي إلى آفاق جديدة مع إطلاق القمر الصناعي الروسي الأول سبوتنيك، كانت هذه بداية صور القمر الصناعي، ثم في عام 1972 مع الإطلاق الأول للأقمار الصناعية لاندسات بواسطة ناسا تم بيع صور الأقمار الصناعية تجارياً لأول مرة.

كما تتوفر اليوم العديد من الخرائط الجوية من (Microsoft TerraServer)، والتي تتضمن آلاف خرائط التجسس من حقبة الحرب الباردة، حيث إن هذه إضافة رائعة لقاعدة المعرفة النامية حول تاريخ الخرائط الجوية.

استخدامات الخرائط الجوية اليوم:

هناك العديد من الاستخدامات التجارية وغير التجارية المحتملة للصور الفوتوغرافية المأخوذة من الأعلى، يتم استخدامها اليوم لتطوير الخرائط الطبوغرافية وتخطيط استخدام الأراضي وعلم الآثار وإنتاج الأفلام والتجسس والدراسات البيئية والطقس والإعلانات التجارية الملونة للمجلات واللوحات الإعلانية والملصقات والبطاقات البريدية والهوايات والعديد من المجالات الأخرى.

زحف استخدام التكنولوجيا أيضًا إلى هذا المجال من التصوير الفوتوغرافي، حيث سمحت التطورات في تكنولوجيا التحكم اللاسلكي باستخدام نماذج الطائرات التي يتم التحكم فيها من الأرض لإجراء التصوير على ارتفاعات منخفضة، كما يستخدم هذا الحل بشكل أساسي للإعلان وفي صناعة العقارات لمعالجة لوائح السلامة التي تمنع الطائرات المأهولة من الطيران على ارتفاعات منخفضة فوق مناطق مأهولة بالسكان، كما تعمل هذه الطائرات التي يتم التحكم فيها عن بُعد بشكل جيد في هذه البيئة وتوفر حلاً منخفض التكلفة للمصور.

المجال العام للخرائط الجوية:

تعتبر الصور الجوية ملكية عامة؛ لأنها مأخوذة من مناظر جوية، ونتيجة لذلك ستجد أن هناك العديد من الطرق لمشاهدة الصور الجوية عبر الإنترنت، حيث يمكن العثور على واحدة من أكثرها شهرة اليوم والموجودة في (Google Earth)، والتي توفر صور القمر الصناعي بالإضافة إلى الصور الجوية للكوكب، كما يمكنك بالفعل استخدام الخدمة للبحث عن أماكن في منطقة معينة مثل: الحدائق والمطاعم والمدارس والفنادق، كما يمكن استخدامه أيضًا لتحديد أفضل الطرق للوصول إلى وجهة معينة، يمكنك أيضًا عرض الصور الجوية من زوايا مختلفة عن طريق إمالتها وتدويرها على الشاشة.

إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد حول هذا الموضوع يمكنك تصفح بعض المواد الأساسية في مكتبتك المحلية أو استخدام الإنترنت، والذي يوفر ثروة من المعلومات حول التاريخ والفوائد ومقدمي الخدمات التجارية، بالإضافة إلى ذلك إذا كنت قد بدأت للتو أو ترغب في توسيع نطاق هواياتك كمصور فوتوغرافي فتوقف عند مطار مجتمعك المحلي، ستجد هناك عددًا من مدارس الطيران وخدمات الطيران الأخرى، حيث يمكنك مقابل استثمار صغير معقول الاستمتاع برحلة مدتها ساعة واحدة وإضافة العديد من الصور المثيرة للاهتمام إلى محفظتك.

هذا وقد يُعد التقاط صورة من ارتفاع عالٍ جدًا جانبًا فريدًا ورائعًا في إنتاج الصور المحمولة جواً، حيث تُعرف هذه الصور المأخوذة من موقع محمول جواً باسم اللقطات الجوية.

يمكن التقاط اللقطات الجوية فوق أي مكان في العالم من موقع محمول جواً، سواء داخل طائرة أو منطاد أو قمر صناعي أو طائرة شراعية أو من مركبات طيران أخرى، حيث يعود تاريخ التصوير الجوي إلى عام 1858 للميلاد، وذلك عندما قدمه الطيار الفرنسي نادر لاستخدامه في الحرب.

ومن خلال الحرب العالمية الثانية تم استخدام اللقطات المحمولة جواً على نطاق واسع؛ لتحديد مواقع قوات العدو والتجسس على مواقعهم، كما تم استخدام هذا النوع من التصوير أيضًا لتقييم المواقف على الأرض أثناء المعركة والتضاريس وظروف أخرى حول العالم، أما اليوم فقد زاد التجسس الجوي في مكانته التكتيكية للمساعدة في ساحات المعارك الاستراتيجية.

مزايا التصوير الجوي:

يمكن أن تكون الصور المأخوذة من مواقع علوية مفيدة جدًا في إنتاج خرائط طبوغرافية لمواقع مختلفة، وذلك في رسم الخرائط والتخطيط لكيفية استخدام قطعة أرض معينة وإنتاج الأفلام والتجسس الدولي والدراسات البيئية على سبيل المثال لا الحصر.

إلى جانب ذلك فقد أدى انتشار التطورات التكنولوجية إلى تمهيد الطريق للقطات المحمولة جواً، وذلك باعتبارها مكانًا مهمًا للتصوير الفوتوغرافي، كما أتاح التقدم في قدرات التصوير الفوتوغرافي استخدام نماذج الطائرات لجمع معلومات التضاريس من خلال الطائرات التي يتم التحكم فيها لاسلكيًا، والتي يمكنها الطيران على ارتفاعات منخفضة، حتى أنها تستخدم لشيء أساسي مثل الإعلانات العقارية، أما عن سبب استخدام الطائرات التي يتم التحكم فيها عن طريق الراديو للإعلان هو أن الطائرات التي يقودها أشخاص غير مصرح لهم بالتحليق على ارتفاعات منخفضة في المراكز المأهولة بالسكان.


شارك المقالة: