مكونات السور في المدينة اليمنية القديمة:
يعتبر السور أحد أهم مقومات المدينة اليمنية القديمة، حيث تحاط المدينة بسور كلي أو جزئي بحسب طبيعة المنطقة التي وجدت فيها هذه المدينة، كما وجدت بعض المدن غير المسورة في المناطق الجبلية الوعرة التي تشكّل التضاريس الطبيعية للمدينة سوراً منيعاً يصعب اختراقه.
وقد وجد أن البدايات الأولى لبناء الأسوار في اليمن تعود إلى العصر البرونزي، حيث كشفت الأبحاث الأثرية عن مستوطنات مكوّنه من صف من الحجرات المتصلة ببعضها على شكل بيضاوي وتشكل جدرانها الخارجية سوراً للساحة الداخلية للمستوطنة، كمستوطنات خولان الطيال، كما أثبتت تنقيبات البعثة الإيطالية لموقع الدريب بأن للمدينة قبل توسعها كانت تحتوي سور قديم يتكون من البيوت الخارجية للمستوطنة، شيدت متلاصقة لتشكّل طوقاً حولها مع وجود فتحات قليلة أغلقت بجدران منفصلة، ووجد أن الجدران الخارجية لتلك البيوت شيّدت من المواد التي استخدمت لبناء السور.
هذا النوع من الدفاعات يعتبر أقدم أنواع التسوير على مستوى الحضارات القديمة، وقد وجد في الكثير من مستوطنات العالم القديم، ومنها المستوطنات التي وجدت في إفريقيا، وهو يسبق أسوار التطويق الفعلية، وقد استعمل في كثير من المدن اليمنية القديمة، وما زال هذا النوع من الأسوار قيد الاستعمال إلى اليوم ونجده على سبيل المثال في حضرموت، حيث تسمّى حديثاً بالمدينة المسورة (Walled City).
ثم تطورت الأسوار لتصبح جدران منفصلة تشيد من الحجر حول المستوطنات والمدن، كتلك الأسوار التي تم اكتشافها حول هجر أبو زيد في وادي مرخه، بدء بناء الأسوار الحرة التي تحدد حدود المستوطنات في بداية القرن الثامن قبل الميلاد، ووصل تتطور بناء أسوار المدن ذروته خاصة في المدن الرئيسية على خط طريق القوافل داخل اليمن، كما تعيد النقوش المكتشفة حتى الآن تاريخ بداية بناء الأسوار الدفاعية إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وهناك نقوش عدة مكتوبة على كتل حجارة الأسوار.
الأسواق في المدينة اليمنية القديمة:
تمثّل الأسواق النواة الرئيسية لأغلب مدن العالم القديم، والجزء الرئيسي في تكوين قصبة المدينة، وذلك لارتباطها بالحياة الاقتصادية والاجتماعية للمجموعة البشرية، وهو عبارة عن مساحة واسعة توجد داخل أسوار الدينة وتحيط بها المحلات التجارية وتوجد فيه مخازن للبضاعة، وهناك أسواق عامة تقام خارج أسوار المدينة وهي أسواق أسبوعية أو مرتبطة بمناسبات عامة.