المسكن الإسلامي في العمارة العثمانية

اقرأ في هذا المقال


أخذت قضية بناء المساكن وتطويرها الكثير من اهتمام الفرد المسلم منذ ظهور الإسلام إلى اليوم، وكانت الغاية من وراء ذلك الرغبة في الحصول على المنزل الذي يوفر له الراحة والاستقرار والأمن، وكان تحقيق هذه الأغراض يختلف باختلاف الزمان والمكان.

ولقد تعددت الآراء واختلفت وجهات نظر الباحثين حول النموذج التخطيطي للمسكن الإسلامي، فمنهم من يرى أن تصميمه أقرب إلى المنزل الإغريقي، ورأي آخر يرى أنه مقتبس من الدار الرومانية، غير أن الدراسات التي أجريت في بلاد الرافدين والشام ومصر دلت على أن التخطيط العام للبيت العربي الذي يقوم على فناء أوسط مكشوف تحيط به غرف كان مشابها إلى حد بعيد بالنظام المعماري للمسكن الإغريقي والروماني، وربما كان ظهوره في فترة أقدم من ذلك.

وبظهور الإسلام كان طبيعياً أن يتأثر البيت العربي بالدين الجديد، سواء في المشرق أو في المغرب، كما تأثرت العمارة والفنون وأساليب الحياة، فقد جاء تصميمه في بداية الإسلام بسيط المظهر موافقاً لما يلائم مبادئ الإسلام واتجاهاته الاجتماعية والدينية، وخاصة ما يتعلق منها بالحشمة والحرمة، ثم تطور بناؤه وظهرت أساليب جديدة في العمارة والبناء في الفترات الإسلامية اللاحقة.

ووصل في العهد العثماني إلى قمة تطوره، وبالرغم من هذا التطور عبر العصور الإسلامية فإنه بقي محافظاً على خصائصه العامة، ونفس الطراز في المشرق والمغرب، وهي وإن اختلفت بدرجات متفاوتة من منطقة إلى أخرى بسبب الظروف الطبيعية كالمناخ أو طبيعية الموقع أو بسبب الأحوال المادية لأهلها، لكنها تظل بصفة عامة متشابهة لخضوعها لنفس التأثيرات الدينية والمتوارثة.

مواقع المنازل وتخطيطها العام:

تقع هذه المنازل في حي الطبانة أسفل المدينة القديمة في أزقة ضيقة، تفصل بينها بعض المنازل، منها ما هو مستحدث والبعض الآخر تعذر علينا معرفة تفاصيله الداخلية، وإن كانت تبدو عليها ملامح الفترة العثمانية.

أول هذه المنازل منزل حميد العبد جاء شكله شبه منحرف، مساحته العامة حوالي 262 متر مربع، وعلى بعد 50 متر منه تقريباً نجد منزل القايد الذي يميل شكله إلى الاستطالة يشرف على شارع بن حمو محمد المحاذي للسور القديم، تقدر مساحته بحوالي 186 متر مربع، وعلى بعد 200 متر منه نجد منزل المفتي في زقاق ضيق شكله العام يشبه منزل حميد العبد وأما مساحته فتقدر بحوالي 266 متر مربع.


شارك المقالة: