وصف المدفن في العمارة الإسلامية بدمشق:
المدفن هو مثوى لمتوفي ويعرف أيضاً بالضريح، والضريح المقدس يطلق عليه إسم التربة، أما إذا لم يحتوي على جسد فهو تشريفة، كما يعرف القبر الحجري بإسم الناووس، يختلف بناء القبر أو المدفن من بناء بسيط المؤلف من كومة من التراب والخصى وبلا شاهد وبين الضخم الرخامي ذي الشاهد المزخرف، هذا على أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أوصى بتسوية القبور وبأن خير القبور الدوارس.
وفي دمشق اليوم عدد من القبور أو المدافن خصوصاً مدلولات تاريخية وأثرية وحضارية وفنية وكتابية وتكون عوناً للباحثين على دراسة العهود التي أقيمت بها، ومن بعضها يمكن استخلاص طابعها الثقافي والفكري والأحداث التاريخية التي مرت بها وأزمنتها وحضارة ذلك العهد عمرانياً واجتماعياً، كذلك منهجية التشكيل والنحت والرسم والخط وأساليب الأدب والشعر والكتابات المنقوشة عليها.
ومن المدافن الأثرية الجميلة التي بقيت لدينا ضريح السيدة فاطمة بنت أحمد السبطي المتوفاة في العهد الفاطمي في سنة 439 هجري، وهو تابوت من الحجر مزخرف بنقوش كتابية بالخط الكوفي المشجر وفيها آية الكرسي وإسم المتوفاة والتاريخ.
المدافن عبر العصور الإسلامية في دمشق:
من الأمثة على المدافن في العهد السلجوقي ضريح السيدة سكنية، حيث كانت تزخرفه كتابات بالخط الكوفي المشجر، وقبر الأمير ألونتاش المؤرخ سنة 514 هجري، أما في العهد الأيوبي فكان من الأمثلة على الأضرحة فيها ضريح صلاح الدين الأيوبي، كذلك قبور التربة النجمية بسوق صاروجا قرب المدرسة الشامية البرانية، كما وجد في هذا العهد المدرسة العادلية الكبرى بحي الكلاسة وبقية مدراس ذلك العهد.
كما وجد بعض المدافن في العهد الأيوبي مثل تربة الدحداح بشارع بغداد ومقبرة المهاجرين وتربة ابن المقدم بجوار الدحداح والقيمرية والفرنثية بحي المدارس من الصالحية وابن زنكي في حي قفا الدور ومثقال والمعظمية وابن سلامة الرقي والخاتونية.
ومن المدافن التي كانت موجودة في العهد المملوكي الأضرحة الموجودة في المدرسة الظاهرية في حي الكلاسة وفي التربة القلندرية بمقبرة الباب الصغير، كذلك التربة التكريتية في الصالحية والشركسية والدوباجية وفرلو، وتتوزع مدافن العهد العثماني بين التكية السليمانية وجوار ضريح صلاح الدين الأيوبي وفي بقية مدافن دمشق وجوامعها الكبرى.