اقرأ في هذا المقال
وصف الأساطير مدينة صنعاء بأنها أول مدينة بناها سام بن نوح بعد الطوفان، وأن أقدم ذكر لها في النقوش يرجع إلى سنة 70 ميلادية، حيث ورد ذكرها في نقش سبئي من عهد هلل بن كرب ملك سبأ، كما ذكرت في نفش سبئي آخر من عهد الملك ذمار علي في حوالي 90 ميلادية.
كما كانت محطة على الطريق التجاري الذي يعرف باسم درب أسعد الكامل، وهو الطريق الذي حل محل طريق اللبان في المناطق الشرقية، الذي يبدأ من عدن عبر صنعاء وينتهي في مكة.
موقع مدينة صنعاء:
تقعد مدينة صنعاء القديمة وسط سهل قاع صنعاء، في قلب جبال السراة وسط الهضبة اليمنية وعلى امتداد هضبة صغيرة في سفح جبل نقم، ترتفع قليلاً عن مستوى سطح السهل وبتدرج يزداد شرقاً باتجاه الجبل، وارتفاع يترواح بين 2245-2292 متراً فوق سطح البحر، أدناها عند باب السبحة وأعلاها شرق القلعة.
التخطيط العمراني لمدينة صنعاء:
ذكر المؤرخون في العصر الإسلامي أن المدينة كانت مقسمة إلى أحياء تعرف بالدروب، تفصل بينها شوارع ضيقة مبلطة بالحجر، وربما يكون هذا الوصف ينطبق على تخطيطها القديم قبل الإسلام، كما تتكون المباني من طابقين وأكثر، وتتصل ببعضها البعض مكونة كتل بنائية تنفتح على مساحات مفتوحة تستخدم كأسواق أو على منطقة زراعية.
التميز المعماري لمدينة صنعاء:
تمتد الشوارع الداخلية للمدينة مكونة شبكة رؤية بزوايا غير منتظمة، ولذا تتغير اتجاهات المسارات بشكل فجائي في المدينة وبزوايا مختلفة، كما تأخذ الساحات التي تقع على المسارات أشكال مختلفة أيضاً، وهذه حكمة تخطيطه حيث تسمح لجميع الطرقات بالتعرض لأشعة الشمس أطول فترة ممكنة خلال النهار، وتوفر تيار هواء مناسب للمنطقة الباردة، كما تؤمّن العنصر الدفاعي للمدينة.
السوق في مدينة صنعاء:
السوق في مدينة صنعاء مثل سوق النشأة الأولى في كثير من المدن اليمنية القديمة، حيث كان قصبتها الرئيسية التي أحاطتها المباني السكنية من جميع الاتجاهات وبكثافة نسبية متباينة فيما بينها، وفي مدينة صنعاء كان التوجه في البناء أولاً في التوسع في جهة الشرق، ثم اتجه نحو الغرب في فجر الإسلام، وبكثافة بنائية عالية نسبياً نمت، ويعتبر سوق صنعاء من أقدم الأسواق في الجزيرة العربية، وبلغ ذروة ازدهاره في العصور القديمة (قبل الإسلام)، حين كانت مدينة صنعاء مركزاً نشطاً لتجارة القوافل بين أسواق جنوب الجزيرة العربية وشمالها.