تشذيب وصقل الحجارة في المباني اليمنية القديمة

اقرأ في هذا المقال


ميزات تشذيب وصقل الحجارة في المباني اليمنية القديمة:

وهي العملية التي تأتي بعد استخراج الحجارة من المحاجر ونقلها، إذ لابد من تشذيبها وصقلها، سواء كانت تستخدم في بناء الجدران أو كأعمدة عوارض للتسقيف، حيث يكون الحجر بعد استخراجه خشناً من جميع الأوجه، ولكن شكله العام واضح من خلال تهيئته في المحجر.
وقد استخدمت تقنية متشابهة في تشذيب وصقل الحجارة في اليمن القديم لجميع أنواع المباني مثل المعابد والقصور والسدود وأسوار المدن والمنازل، إذ تقوم على تشذيب وصقل خمسة أوجه من الحجر بشكل دقيق؛ لوضعه في المدماك ويبقى الوجه الخلفي للحجر خشناً وغير مشذب؛ لأنه مختفي وغير ظاهر، أما واجهة الحجر الخارجية وحوافه فقد تمت العناية بها بشكل كبير، حيث صقلت الحواف على شكل شريط مستطيل يتفاوت عرضه من حجر لآخر، ونقر وسط واجهة الحجر بواسطة إزميل ذي رأس واحد مدبب ليترك ما يشبه التهشيرات، وهي تقنية معروفة باسم صقل الحواف ونقر الوسط.
وقد انتشرت تلك التقنية في أغلب مباني اليمن القديم ووجدت لها شواهد في كل الممالك اليمنية القديمة، حيث ظهرت في كل معابد مملكة سبأ ومعبد عثتر في مملكة قتبان، ومعابد مملكة حضرموت والقصر الملكي في عاصمة شبوة وأسوار مدينة معين، وقد دلت الدراسات على أن ذلك الأسلوب كان يتم من خلال تجهيز حواف واجهة الحجر بعلامة على شكل خطوط ويترك وسط الحجر بارز، ثم يزال حتى مستوى الواجهة، وقد وجدت علامات الإزميل على حواف واجهات بعض الحجارة.

خصائص تقنية تشذيب وصقل الحجارة في المباني:

تلك التقنية لم توجد في اليمن فحسب بل ظهرت في عدد من مناطق الشرق الأدنى والعالم اليوناني، وقد تطورت عن تقنية صقل الحجارة بطريقة التكعيب التي تتم بتشذيب وصقل حواف الحجر ويترك وسط الحجر بارزاً أو ناتئاً، وتمثل التطور بإزالة ذلك البروز الناتئ في وسطه وتشذيبه إلى مستوى الحواف، وقد تمت مقارنتها بتلك التي وجدت في فينيقيا والعالم اليوناني.
وجدت تلك التقنية إقبال كبير عند المعماريين اليمنين لتوفر الحجارة المناسبة لذلك، لدرجة أن المؤرخ الهمداني ذكر استخدامها في عدد من مناطق اليمن، ومنها القصور في منطقة ناعط، وقد سمى الحجارة التي شذبت بتلك الطريقة باسم الكعاب، وأنها على هيئة الدرع، ومازالت هذه التقنية تستخدم حتى الوقت الحالي في المباني المعاصرة وتخضع للذوق العام.


شارك المقالة: