وصف طرق البناء في المنطقة الغربية:
تتميز مباني المنطقة الغربية باعتمادها على خامات البيئة المحلية، حالها في ذلك حال المنطقة الوسطى، بل أنها تتشابه في ذلك مع كل مناطق المملكة، حيث تبنى مباني كل منطقة بما يتوافر في بيئاتها من مواد بناء، ففي المنطقة الغربية استعمل الحجر الجيري المرجاني في المدن الساحلية مثل: جدة وينبع ورابغ والقنفدة وأملج والوجه وضباء، واستعمل الحجر الجبلي الصلب في المدن الداخلية مثل: مكة المكرمة والطائف، أما بيوت المدينة المنورة فنيت من الحجر البركاني المتوافر في الحرات البركانية مع الطوب اللبن المتوافر في طمي الأودية.
كما استعملت الأخشاب المحلية المتوافرة في المنطقة كجذوع النخيل وجريده وخشب الآثل والعرعر، كما استخدمت الأخشاب المستوردة عن طريق البحر من جاوة والهند كخشب الساج الهندي وغيره مما يستعمل في الأسقف وعمل الرواشن والمشربيات.
ويعتبر الطمي (رواسب السيول) المادة الأساسية في عمل المونة ويجلب الطمي الأسود من قاع بحيرة المنقبة، وهو أحسن أنواع المونة المستخدمة في جدة، إذ يمكنه لصق كتلتين من الحجر البحري الصلب معاً كالأسمنت، وفي مكة استخدمت حشوة من نوع البلح مخلوط بالطمي الأسود للحصول على مونة سميكة صلبة يطلق عليها (دبس)، بينما استعملت في المدينة المنورة مونة من طمي السبخ (طين فيضي ملحي) بعد خلطه برمال من جبل سلع لتعطيه كثافه وقوة عند لصقه.
خصائص طرق البناء في المنطقة الغربية:
إن النورة نوع نوع من الصخور الجيرية يعالج بالنيران ثم يفكك ويغربل ويضاف إليه الماء، وتستخدم النورة بمفردها في حالة التلبيس الخارجي، بينما تخلط بالبطحاء في حالة الترميمات والتشطيبات، كما استعملت قوالب الآجر وهي قوالب الطوب اللبن بعد حرقها وأحياناً كانت تصبغ بألوان مختلفة كالأزرق والأحمر والأبيض، وتوضع بشكل فني لطيف.
ومن المهم الإشارة إلى بعض العمائر الدينية المهمة بالمنطقة، كذلك بعض القصور الفخمة، فقد استورد لها الرخام والمرمر من خارج المملكة، أما عن طريق البناء فهي لا تختلف عن نظيراتها بالمنطقة الوسطى من حيث الاتفاق بين معلم البناء وصاحب العمل بحسب إمكانات الثاني وخبرة الأول، ثم يخطط المبنى على أرض الواقع مباشرة دونما خرائط أو رسوم هندسية على الورق ثم توزع الأدوار على الحرفيين تحت إشراف المعلم.