تمتد فترة عصر النهضة في الفترة ما بين 1400 ميلادي إلى 1800 ميلادي، حيث بدأت من إيطاليا من مدينة فلورنسا، وبعد ذلك انتشرت إلى جميع أنحاء العالم، يُعدّ عصر النهضة عصر الاكتشافات الجغرافية وعصر العلم والطب، تميّز هذا العصر بالرؤية التحررية للطبيعة، كما ساهم الفنانون في ذلك الوقت بشكل فعال في تقدم العلم، مثل الفنان ليوناردو دافتشي، أما العمارة في عصر النهضة فقد اتجهو فيها نحو الفن الكلاسيكي وأضافوا عليها العمارة الرومانية، مثل الأعمدة الأيونية والكورنثية، ظهر هذا الفن في مدينة البندقية وروما وغيرها من المدن.
بعد ذلك بدأت هذه العمارة تأخذ بنسب رياضية وعلاقات هندسية، حيث أصبحت تقوم على أساس الجمال والنتاسق في أصوله، كما تم إحياء الفن التقليدي وتم الخروج من نطاق العصور الوسطى والتوجه نحو الغايات الإنسانية والفكرية.
العوامل الطبيعية التي تأثرت بها عمارة عصر النهضة:
- من الناحية الجغرافية : بدأ عصر النهضة للعمارة الكلاسيكية في إيطاليا في القرن الخامس عشر، انتشر في الناحية الغربية من الأقطار الأوروبية التي حددت معالم الإمبراطورية لغرب أوروبا، أما الأمبراطورية الشرقية وعاصمتها بيزنطية، حيث بدأت أقطارها تسقط في يد الأتراك فلم تتأثر هذه البلاد بالنهضة وتطورها.
- من الناحية الجيولوجية : نظراً لاتساع رقعة هذه الأقطار وأبعادها المختلفة بالنسبة لأوروبا الغربية، فإن العامل الجيولوجي لكل قطر هو الذي أخذ بعين الاعتبار، كان العامل الجيولوجي له تأثير على الخواص المعمارية.
- من الناحية الدينية : فقد تأثر النشاط الديني في أوروبا بصفة عامة باختراع الطباعة التي ساعدت على نشر الفكر وحرية الرأي وآراء الفلاسفة والأدباء والشعراء، التي كانت كلها تدور حو التحرر من التأثير الروماني وتكوين شخصية دينية وفنية أدبية ومعمارية لكل قطر، بدأت هذه النهضة تنعكس الأداب والعمارة.
- من الناحية الاجتماعية : هذه النهضة أو هذه الحركة الثقافية ثبتت دعائمها وغرست بذورها وظهرت نتائجها أولاً في الأدب الذي انعكس بدوره على رفع مستوى الذوق الشعبي، حيث نذكر هنا على وجه التحديد آراء دانتى ولوثر وبترارك في الأدب الكلاسيكي الذي ساعد على نشر ثورة فكرية ضد الأدب، والفن في العصور المتوسطة وإحياء الفن والأدب الروماني، ثم وجدنا أنه سقطت بزنطة في يد الأتراك، هاجر كثير من علماء الإغريق إلى إيطاليا وثبّتوا قواعد الطراز المعماري الروماني والأسس الإغريقية الكلاسيكية، كذلك الحال بالنسبة إلى الأقطار الأخرى فكان العامل الاجتماعي له أثر بالغ في الأدب والفن والعمارة.