وصف قلعة بني سليم:
تقع قلعة بني سليم (benissili) في إسبانيا وتوجد عند المدخل إلى وادي جالينيرا (Gailinera)، وكانت تابعة للأشرف وقد سلمها إلى خايمى الأول، وقد ورد ذكرها ضمن وثيقة ترجع لعام 1244 ميلادي، حيث توصف بأنها مدينة محصنة، وابتداءً من عام 1267 ميلادي تناوب المسلمون والمسيحيون حكم المدينة، وكانت مكاناً يحاول كل واحد من الطرفين الاستماتة في الدفاع عنه، وتأسست قلعة بني سليم خلال القرن الحادي عشر، ثم جرت عليها بعض التعديلات خلال القرنين التاليين، وتعتبر من القلاع ذات الارتفاع المبالغ فيه.
التصميم المعماري لقلعة بني سليم:
بعد الدخول في منحدر صاعد ومتعرج في سفح الجبل نصل إلى القلعة ذات التخطيط المعقد والبنية المعقدة، حيث تتداخل أبراجها وأسوراها مع المنطقة الجبلية لدرجة لا نكاد نلمح القلعة، ومن الأماكن الممتازة ذلك الذي يوجد في القمة سواء بالنسبة للسكان أو بالنسبة لمكان الحصن، فقد كان السكان يعيشون في المناطق المدرجة التي أحياناً ما تكون مسورة بأسوار حجرية.
ما زلنا نرى حتى اليوم المياه التي تخرج من نافورة كان يتغذى منها السكان قديماً، أما في قمة الصخرة فنجد القلعة مكونة من ثلاثة أقسام، هي الحصن الذي يوجد في أعلى جزء من المكان، كذلك نرى حظارين للبقر متدرجين، ويمكن التعرف على ثلاثة بوابات، إحدهما في الغرب والأخرى في الجهة المقابلة، أما البوابة الثالثة فهي في حظار البقر السفلي، وهي بوابة يصعب الوصول إليها كما أنها منحنية التخطيط، وقد كان ذلك المدخل بوابة صغيرة تتخذ في حالات الطوارئ.
كما نرى في القلعة عدة أجباب مشيدة من الطابية المصحوبة بالخرسانة في مستويتها المختلفة، وعند المدخل نجد في الناحلة الجنوبية برجاً منعزلاً ذا مخطط مستطيل، وهو نوع من أماكن الحراسة ويقع على بعد ستين متراً من الحصن، أما بالنسبة للأسوار والأبراج فإننا نرى العديد من أنماط البناء، غير أن الشائع هو استخدام الطابية المصحوبة بالخرسانة مع وجود تجاويف، كما نرى أسواراً من الحجر في تناوب مع أسوار الطابية.
كما يظهر جدار مكون من الطابية المصحوبة بالخرسانة مع وجود تراب مضغوط في الوسط، وكان يعلو الأسوار درب ضيق به مزاغل تقع تحت الجدران الكائنة بين شرفات الحصن، ويبلغ ارتفاع تلك الجدران 0.64 متراً، كما يوجد في القلعة قطع من الخزف الإسلامي، إلا أنه من الصعب معرفة تاريخ صناعتها.