مدى الارتفاع الذي تطير فيه الطائرات لتجنب كشف الرادار

اقرأ في هذا المقال


ما مدى الارتفاع الذي تطير فيه الطائرات لتتجنب كشف الرادار؟ تستطيع الطائرات العسكرية أن تحلق على ارتفاعات منخفضة تصل إلى 100 قدم لتفادي اكتشافها عن طريق أنظمة المراقبة والمنشآت المضادة للطائرات، حيث أن التخفي هو أحد السمات المشتركة بين أكثر جيوش العالم قوةً، وأن قدرتهم التصويرية على التخفي هذه وعنصر المفاجأة المرتبط بها يمنحهم ميزة كبيرة على خصمهم.

الطيران في ارتفاع منخفض

كما هو الحال مع الأشياء الأخرى، يتم إخفاء الأشياء الصغيرة بسهولة، بينما تتطلب الأشياء الأكبر مزيدًا من العمل، وأدت الحاجة إلى التخفي في الشؤون العسكرية إلى تطوير بعض الطائرات والتكنولوجيا المتعلقة بها، وإذا كانت الأشياء الأكبر بحجم الطائرات العسكرية، فإن المهمة تصبح أكثر صعوبة، في حين أن التتبع أمر مرغوب فيه بالنسبة للطائرات التجارية، إلا أنه يمكن أن يشكل خطورة على الطائرات العسكرية.

عندما تفشل التكنولوجيا وهندسة المواد في تقديم المساعدة على التخفي أثناء التصميم، يجب على الطيارين الاعتماد على مهاراتهم وحدها، مثل الطيران على ارتفاعات منخفضة، ولكن السؤال الآن إلى أي مدى يمكن للطائرات التحليق وهل تستطيع ذلك على ارتفاع منخفض حقًا؟ وما مدى قرب الطائرة من الأرض بالضبط؟

في مجال يتم فيه قياس ارتفاعات الطيران القياسية بعدة عشرات من آلاف الأقدام، فإن الطيران على ارتفاع بضع مئات من الأقدام عن الأرض يعتبر بالتأكيد طيرانًا على ارتفاعات منخفضة، وما لم تتغير الارتفاعات، مثل في حالة الإقلاع أو الهبوط، يجب أن تحافظ الطائرات المدنية على ارتفاع 500 قدم أو أكثر.

بينما ذكرت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، في تعميمها الخاص بالسلامة، أن أقل ارتفاع لا يقل عن 500 قدم في المناطق المدنية، فإن القوات الجوية الأمريكية لديها طائرات قادرة على الطيران على ارتفاع يصل إلى 100 قدم.

الطيران على ارتفاعات منخفضة لأغراض عسكرية

لا يعتبر الطيران على ارتفاعات منخفضة مشكلة كبيرة؛ إن القدرة على الطيران على ارتفاعات منخفضة بسرعات عالية هي التي تجعلها محفوفة بالمخاطر، وتُسمى الرحلات الجوية منخفضة الارتفاع وعالية السرعة التي يتم إجراؤها للعمليات العسكرية أيضًا رحلات (NOE).

وأدت تكنولوجيا الحرب الحديثة إلى تطوير العديد من المنشآت المضادة للطائرات التي تعمل جنبًا إلى جنب مع وحدات الرادار والمراقبة الأخرى، وتشمل هذه صواريخ أرض – جو (SAMs) ورادارات محمولة جوًا وأرضًا ومدفعية مضادة للطائرات أيضًا.

وفي رحلات الطيران (NOE)، تتبع الطائرات العسكرية ملامح تضاريس الأرض عن كثب، بدلاً من التحليق فوقها، حيث يقدم هذا للطائرات ميزة استخدام العناصر الثابتة، مثل التلال والوديان والأشجار الطويلة وما إلى ذلك كخدعة للهروب من مجال رؤية الرادار.

كيف تطير الطائرات المقاتلة بالقرب من الأرض

من أجل الطيران بالقرب من مستوى الأرض، يقضي الطيارون ساعات لا حصر لها في التدريب في مناطق مشابهة لمنطقة التشغيل الفعلية، ولمساعدة الطيارين بشكل أكبر، يتم تجهيز طائراتهم بأنظمة رادار خاصة تسمى رادارات تتبع التضاريس (TFRs) و(TFRs) هي قطع معدات مركبة خصيصًا لرسم التضاريس أمام الطائرة المقاتلة وتحسب مسار الرحلة الذي يمكّن الطيارين من الحفاظ على ارتفاع ثابت.

ومنطقة اعتراض الرادار عبارة عن مخروط تصويري وهمي، ويتم تحديد حده الأدنى من خلال انحناء الأرض وخطوط التضاريس، وفي الوقت نفسه، يتم تدريب الطيارين على الطيران في مناطق تحت خط رؤية رادار العدو وهذه المنطقة المعروفة باسم منطقة الظل، تتشكل بين أفق الرادار وانحناء الأرض.

وكما قلنا وللتأكيد أفق الرادار هو منطقة مخروطية افتراضية يمكنها اكتشاف الأشياء عن طريق عكس أشعة الراديو والميكروويف عنها، ويتم تحديد الحد الأدنى لهذا الأفق بواسطة أعلى عقبة موجودة على مستوى الأرض، وأن مجال الرؤية المقيد بالفعل بانحناء الأرض مقيد بشكل أكبر في وجود الخطوط العريضة، وبالتالي، فإن الرادارات الموجودة في السهول المنبسطة تتمتع بمجال رؤية أفضل مقارنة بالرادارات الموجودة بين الجبال.

مخاطر تحليق طائرة مقاتلة بالقرب من الأرض

  • على عكس الأنماط الأخرى للطيران الخف ، المدعومة بالسحر التكنولوجي وهندسة المواد، تعتمد رحلات (NOE) إلى حد كبير على مهارة الطيار، حيث يعتبر القرب من التضاريس بسرعات عالية هو الخطر الأكبر، حيث يزداد احتمال الاصطدام بشكل كبير، وفي الوقت نفسه، فإن العبور عبر التضاريس المتغيرة يعرض الطيار لقوى G الشديدة، والتي يمكن أن تؤدي إلى (G-Loc) وهو الغياب عن الوعي بسبب تأثير تسارع الجاذبية على الجسم.
  • إن رادارات تتبع التضاريس تعمل على تتبع التضاريس وتساعد في تطوير خطة طيران للحفاظ على ارتفاع طيران منخفض، وتواجه الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض أيضًا خطر اعتراض موجات الراديو من قبل رادار العدو، مما قد يؤدي إلى كشف مواقعها، وبصرف النظر عن عناصر التضاريس الخاصة، فإن العديد من التركيبات التي من صنع الإنسان، مثل الكابلات والهوائيات، تشكل تهديدات بسبب ضعف رؤيتها للعين المجردة.

أنواع الطائرات التي يمكنها القيام برحلات NOE

إن طيران (NOE) هو نوع من أنواع الطيران على ارتفاعات منخفضة جدًا تستخدمها الطائرات العسكرية لتجنب اكتشاف العدو والهجوم في بيئة شديدة الخطورة، ويمكن تحقيق التحليق على ارتفاعات منخفضة بواسطة كل من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمروحيات على حد سواء.

وفي حين أن المروحيات لا يمكنها تحقيق سرعات مساوية لتلك التي في السابق، إلا أنها قادرة على الحفاظ على طيران مستمر على ارتفاعات أقل بكثير، وهذا يجعلها مفيدة في المهام الأرضية، حيث يشارك أفراد مسلحون في العمل الأرضي، ولعبت طائرات الهليكوبتر سيكورسكي بلاك هوك دورًا أساسيًا في التنفيذ النظيف والتخفي السريع لعملية نبتون سبير، وذلك بفضل قدراتها المبهرة على ارتفاعات منخفضة.

وكانت ميزة الاهتمام المقدمة في هذه الحالة هي استخدام طائرات الهليكوبتر (Sikorsky Blackhawk)، بينما كانت هذه الطائرات مزودة بتقنية التخفي، فقد لوحظ ارتفاعها المنخفض للغاية وقدرتها على تجنب الكشف أثناء العمليات، حيث لا تزال واحدة من أفضل طائرات المهام المستخدمة، على الرغم من خسارة واحدة من اثنتين منها.

هل رادارات اكتشاف الطائرات ذكية؟

يتم إعاقة الرادارات المبرمجة تقليديًا بسبب تأثر خط بصرها بانحناء الأرض، وعلى الرغم من أن موجات الرادار تنحني بشكل طفيف مع انحناء الأرض، إلا أنها لا تستطيع اكتشاف الطائرات ذات التدرج المنخفض التي تقترب في منطقة الظل، وتتفاعل الرادارات عبر الأفق أو فوق الأفق (OTH) عبر الأيونوسفير لتحسين خط بصرها.

وللتغلب على هذا، تم تطوير أنظمة رادار خاصة تسمى رادارات (فوق الأفق) بدلاً من الاعتماد على الأشياء المرئية لعكس الإشعاع مباشرةً، حيث يتم استخدام طبقة الأيونوسفير فوقنا، وتعمل طبقة الأيونوسفير على تحسين مجال رؤية الرادار، مما يبرز ما كان يمكن أن يكون غير مرئي في السابق!

ملاحظة: “FAA” اختصار لـ “Federal Aviation Administration”.

ملاحظة: “NOE” اختصار لـ “Nap of the Earth”.

ملاحظة: “SAMs” اختصار لـ “Surface-to-air missiles”.

ملاحظة: “TFR” اختصار لـ “Temporary Flight Restriction”.

ملاحظة: “G-Loc” اختصار لـ “G-induced Loss of Consciousness”.

ملاحظة: “OTH” اختصار لـ “Over The Horizon”.


شارك المقالة: