الفرق بين طائرات الركاب وطائرات الشحن الجوي

اقرأ في هذا المقال


في هذا المقال سنتعرف على ما الذي يميز هذه الأنواع من الطائرات عن بعضها، حيث أن هناك اختلافات أكبر بكثير بين طائرات الشحن وطائرات الركاب من المقاعد إلى المنصات في المقصورة الرئيسية، وطائرات الشحن لها باب كبير لتحميل البضائع والركاب، وتختفي المقصورة المألوفة لطائرة الركاب فلا توجد مقاعد ولا نوافذ و مساحة تخزين علوية، فقط مجرد مساحة فارغة ضخمة تم تصميمها بعناية لتمكين تحميل وتفريغ البضائع بكفاءة.

طائرات الشحن الجوي

كانت أول رحلة تشبه ما نعرفه الآن باسم خدمة الشحن الجوي في عام 1911 عندما تم استخدام الطائرات لنقل البريد، ومع ذلك تم تطوير أول طائرة شحن حقيقية فقط في عشرينيات القرن الماضي، عندما قررت المملكة المتحدة إنشاء طائرة لمواجهة الضغط المحيط بنقل الجنود وبضائعهم،

واكتسبت فكرة استخدام الطائرات في المجهود الحربي قوة دفع كبيرة، حيث أنه في عام 1939، تم تطوير الطائرات بأبواب خلفية، مما جعل تحميل وتفريغ البضائع أسهل بكثير، وتجدر الإشارة إلى أن تصميم طائرات الشحن يختلف، فتستخدم بعض الطائرات عجلات متعددة لزيادة توزيع الوزن إلى أقصى حد عبر الطائرة.

مثل الطائرة التي اختفت تدريجيًا الآن وأصبح من المكلف للغاية إعادة إحياءها مثل طائرة أنتونوف (An-225) ذات 32 عجلة، وبعض طائرات الشحن لها أجنحة تقع في الجزء العلوي من جسم الطائرة لتحميل البضائع من الأسفل.

ما هو الفرق بين طائرات الركاب والشحن الجوي

الفرق الأساسي بين طائرات الشحن وطائرات الركاب هو بالطبع ما تنقله، حيث أن كل منها مجهز خصيصًا لخدمة وأغراض معينه بينما تقوم طائرات الركاب في الغالب بنقل المسافرين مع الحد الأدنى من الأمتعة المخزنة في عنبر الطائرات، فإن طائرات الشحن مجهزة بالكامل لنقل البضائع، حيث أنه لا توجد مقاعد للركاب في طائرات الشحن، بدلاً من ذلك مقصورة الركاب تكون فارغة.

حيث يمكن التلاعب بها لحمل أنواع مختلفة من البضائع وزيادة الحمولة، وعادةً ما تكون أرضية مقصورة الطائرة مزودة ببكرات ومزالج لتثبيت الصناديق، علاوة على ذلك لن تكون هناك نوافذ وبدلاً من مخارج الطوارئ، يوجد باب تحميل كبير لتسهيل ملء الطائرة بالبضائع، وأحد أشكال هذا التصميم ومن أبرز الأمثلة البارزة على هذه الطائرة نموذج الشحن لطائرة بوينج 747.

أوجه التشابه بين طائرات الشحن وطائرات الركاب

ومع ذلك، في حين أن طائرات الشحن وطائرات الركاب مختلفة، هناك بعض أوجه التشابه، ويعتبر هذا هو السبب في أنه يمكن تحويل الكثير من طائرات الركاب إلى أنواع مختلفة من طائرات الشحن مع تغييرات قليلة نسبيًا، وقد تختار شركات الطيران والمؤجرون في كثير من الأحيان إطالة عمر طائراتهم من خلال تحويلها لطائرات شحن.

حيث تعتبر بديل فعال من حيث التكلفة لشراء طائرة شحن جديدة، وعلى الرغم من أنها تتطلب تجميعًا ليتم بناؤها في البداية، إلا أنها لا تزال بديلاً أرخص، ولكي يحدث ذلك يجب تكييف جسم طائرة الركاب ليناسب مواصفات الحمولة، وغالبًا ما يتم تسكير نوافذ الطائرة لإنشاء هيكل معدني غير ملحوم، ثم يتم تجريد ميزات المقصورة الداخلية لطائرة الركاب استعدادًا لأرضية تسهل عملية وضغ البضائع.

قبل أن يتم ذلك، سيتم تقوية الأرضية لتحمل وزن الحمولة الجديد وسيتم تركيب باب للسماح بتحميل البضائع وسيتم إجراء الفحوصات النهائية للتأكد من أن كل شيء في حالة جيدة، وأصبحت تحويلات طائرات الركاب إلى طائرات شحن أكثر شيوعًا من أي وقت مضى، ومثال على ذلك طائرات بوينج 767 للإثيوبية.

ما تم مناقشته لغاية الآن عبارة عن الاختلاف المادي، لكن ماذا عن كيفية تحليق الطائرة؟ هل يختلف الطيران على متن طائرة شحن عن الطيران على متن طائرة الركاب التجارية؟

الحمل الداخلي لطائرة الشحن وطائرة الركاب التجارية

على الرغم من أن الحمل الداخلي قد يكون مختلفًا، إلا أن طيارى طائرات الشحن وطائرات الركاب لديهم العديد من أوجه التشابه، حيث يحتاج طيارو الشحن والركاب إلى نفس التدريب للحصول على تراخيصهم بغض النظر عن الحمل، سيكون لديهم تصنيف وخبرة متساوية لدى إدارة الطيران الفيدرالية.

مرة أخرى، في حين أن الرحلة بين الطائرتين يمكن أن تكون مختلفة، فإن كلاهما يشتركان في أشياء، فهناك نفس عدد الطيارين على رحلات البضائع والركاب وعادة، مع مدة الرحلة التي تزيد عن ثماني ساعات، ستكون هناك حاجة إلى طيارين على متن الطائرة مثلًا إلى ثلاثة أو أربعة طيارين.

وبالطبع، الاختلاف الواضح في طائرة الركاب هو أن طاقم من المضيفات يشكلون أيضًا فريق الرحلة، وتحتوي على عدد أكبر من الموظفين، لكن قمرة القيادة هي نفسها لذلك، وعندما يتعلق الأمر باختيار الطيار لنوع الطائرة التي سيقوم على تشغيلها، سواء كانت للركاب أو للشحن، فإن الأمر يعود إلى الاختيار الشخصي له.

وهناك فوائد لكليهما وبالنسبة لطياري الشحن، فإن عامل الجذب يأتي حول الأمن الوظيفي، فمن الشائع أن يتقاضى طيارو طائرات الشحن رواتب أعلى وأكثر تنافسية في الوقت نفسه، غالبًا ما يتم إعفاؤهم واستثاؤهم من التأثير المدمر للمناخات الاقتصادية الضعيفة نتيجةً للظروف العالمية، وهو الأمر الذي أصبح واضحًا للغاية خلال العامين الماضيين.

ولا يزال الناس بحاجة إلى شحن البضائع، مما يعني أن عمليات الشحن مطلوبة دائمًا إلى جانب ذلك، تميل هوامش الربح على هذه الأنواع من الخدمات إلى أن تكون أعلى منها  لخدمات الركاب.

مستقبل طائرات الشحن

نتيجة لذلك، يمكن أن تكون خدمات الشحن مشاريع مربحة للغاية، حيث تقدر بوينج أنه بحلول عام 2040، ستقدر قيمة الصناعة بأكثر من 300 مليار دولار، حيث ارتفع الطلب على الشحن الجوي بنسبة 6.9٪ في عام 2021 مقارنة بعام 2019، ومع استمرار الاضطرابات في الشحن البحري.

ومن المرجح أن يظل الطلب على إرسال البضائع جواً مرتفعاً، على الرغم من أن الأوضاع الجيوسياسية المتقلبة قد تتسبب بالطبع في تذبذب هذا الأمر وعلى مدار الثلاثين عامًا الماضية، تم إجراء حوالي 50 إلى 70 عملية تحويل من طائرات ركاب إلى طائرات شحن في كل عام ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2025، سيكون هذا قد تضاعف أكثر من الضعف.

ومن المحتمل أن يصل عدد التحويلات إلى ما يقرب من 180 تحويلًا سنويًا، وبينما تختتم بوينغ إنتاجها لطائرات من طراز 747 فقد كان أداءها جيدًا جدًا في الشحن، والآن تستخدم طائرات ذات أجسام عريضة مثل طائرة بوينغ 777 واليوم، تعد فكرة تشغيل الطائرات بخدمات الشحن جنبًا إلى جنب مع طائرات الركاب تكتيكًا تستخدمه العديد من شركات الطيران، وتحولت إليه بشكل متزايد أثناء فترة الوباء لزيادة الإيرادات

حيث إنه منطقي من الناحية الاقتصادية ويلبي أيضًا طلب المستهلكين الدولي المتزايد وفي الواقع، العديد من شركات الطيران الحديثة أصبح لها جذورًا في الشحن، ونظرًا لبداياتها في نقل البريد المكتوب بخط اليد بالقرب من مطلع القرن العشرين، من العدل أن نقول إن رحلات الشحن والطائرات قد تطورت بشكل يفوق كل التوقعات الأولية.

وبطبيعة الحال، أدى الوباء إلى ولادة طائرة هجينة أي (طائرات شحن وركاب) وطائرة ركاب مع إخراج بعض المقاعد من المقصورة، وشهد سوق الشحن الجوي تطورًا كبيرًا خلال الأزمة الصحية العالمية، حيث اختفت مساحة البطن في طائرات الركاب عندما أوقفت شركات الطيران التجارية أجزاء كبيرة من أساطيلها.


شارك المقالة: