مسجد السطان أبو العلا

اقرأ في هذا المقال


بناء مسجد السطان أبو العلا:

بني مسجد أبو العلا عام 890 هجري أي في عصر قايتباى، وهو عصر ازدهرت فيه العمارة الإسلامية، ونسب هذا المسجد إلى الشيخ الصالح حسين أبي علي المسكني المقلب بأبو العلا، وقد توالت على المسجد يد الإصلاح والتجديد والتعمير، ممّا أحدث كثير من التغيرات به، وتبلغ مساحة المسجد الآن 1264 متر مربع، وله ثلاثة أبواب ويتكون المسجد من أربعة إيوانات، أسقفها محمولة على عقود من الحجر الأحمر والأبيض، وترتكز العقود على عمد من الرخام تحيط بصحن المسجد المغطى بسقف مذهب، وتحيط بمربع الصحن شبابيك جميلة من الجبص، ومنبره من الخشب المطعم بالعاج ومحرابه مكسو بالرخام.
كان الشيخ الصالح حسين أبى علي المسكنى (أبو العلا) صاحب مكاشفات وكرامات عديدة، سكن في خلوة بزاوية بالقرب من النيل في بولاق في القرن التاسع الهجري، وكان للناس وأهل بولاق خاصه إيمان عظيم به، لذلك كثر مريدوه وأتباعه.

مدينة بولاق:

كانت بولاق منذ نهاية العصر الفاطمي حتى أوائل العصر المملوكي قطعة فسيحة من الأرض يكسوها البوص والتلال الرملية، وتنزل فيها مماليك السلطان لممارسة رياضة رمي الرماح، عرفت هذه المنطقة من ذلك الحين باسم بولاق، فلما كان القرن الثامن هجري، أقبل أهل القاهرة على عمارتها لما بدا من عناية السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بها، فسكنوها الأمراء والجند والكتّاب والتجار عامة، حتى لم يبقى منها موضع من دون عمارة، وأصبحت شوارعها مسلوكة، وأزقتها مطروقة وقصورها عامرة وبساتينها ناضرة.
استمرت بولاق ثغراً لمدينة القاهرة حتى القرن التاسع عشر، حيث افتتح أول خط حديدي بين القاهرة والإسكندرية، فأخذت أهمية هذا الثغر تقل تدريجياً حتى أصبحت مقصورة على المراكب التجارية، ولما ازدحمت بولاق بسكانها طلب ولي الله (أبو العلا) من أحد تجارها الخواجة (أي السيدة بالفارسية) نور الدين علي البرلسي أن يجدد زاويته وخلوته، التي كان يتعبد فيها، حتى تتسع لزائريه ومريديه.
فرح التاجر لهذه الرغبة الكريمة، فبادر بتغييرها وأنشأ المسجد المعروف باسم أبو العلا وألحق القبة، دفن فيها الشيخ ابو العلا عام 891 هجري، وقد بلغ من اهتمام الدولة بمسجد أبو العلا أن مدت جسراً وسط الأراضي الزراعية، التي كانت تمتد من بولاق حتى شارع رمسيس الحالي.


شارك المقالة: