المكتبة الوطنية في سان مارك في البندقية ترجع إلى عصر النهضة الإيطالي، حيث تقع في شمال إيطاليا، تعد هذه المكتبة مستودعاً قديماً للمخطوطات العامة في البلاد، تمتلك مكتبة سان مارك الوطنية أكبر مجموعة من النصوص الكلاسيكية في العالم، تمت تسميتها سان مارك نسبة إلى قديس البندقية، كما أنه لا يجوز الخلط بين هذه المخطوطات والأرشيف الحكومي لمدينة البندقية، الذي يقع في أجزاء مختلفة من المدينة.
صممت المكتبة من قبل المهندس والنحات سانسوفينو الذي درس النحت في روما وعاش في فينيسيا، شيّد الأركان الستة عشر الأولى من قبل تصميمه في الفترة بين 1537 ميلادي و 1553 ميلادي، كما تم العمل على زخارف جدارية حتى عام 1560 ميلادي، وبعد وفاة سانسوفينو عام 1570ميلاد أتم العمل من بعد فينسيزو سكوزيزي.
تصميم مكتبة سان مارك:
صممت واجهات المكتبة بنفس النظام الذي اتبع في مدرج الكلوزيوم في روما، تدل هذه الواجهات على سلامة وذوق وحسن تصرف ذلك المهندس والفنان سانسوفينو، إذ أن التكوين المعماري الذي تبدأ فيه العقود من دعامات تجاورها أعمدة منفصلة يقتضي أن يقل القطر اللازم لأعمدة الطوابق العليا عن قطر أعمدة الطوابق السفلى، حيث اتبعت هذه الطريقة أو هذه القاعدة في أجمل أمثلة في العمارة الرومانية القديمة، من المفروض أنه إذا جعلت الدعامات العليا بنفس عرض الدعامات السفلى بدا للناظر إليها أن العليا أعرض من السفلى، لينتج عن ذلك كبر عرض الفتحات العليا، وقد تخلص المهندس سانسوفينو من كل هذه الصعوبات بمهارة فائقة، بأن جعل على جانبي كل دعامة بالطابق العلوي عمودين منفصلين الواحد منهما أمام الأخر، مع بدء كورنيش العقد من الأعلى.
ونسب التكنة المتوجهة للبناء في منتهى الرقة والإبداع، خصوصاً النوافذ الصغيرة التي بالأفريز والحليات المدلاة والتماثيل التي بينها، كما نجد في الحقيقة ارتفاع هذه التكنة أكثر من نصف ارتفاع الأعمدة التي أسفلها، لكنها تظهر رقيقة ومنتاسبة مع الأعمدة.
هذه المكتبة التي صممها المهندس والنحات سانسوفينو تعد من أجمل المباني والمعالم في إيطاليا، كما كان يحيط بالدور الأرضي للمبنى من اتجاهات ثلاث بواكي أكتافها مغطاة بنصف عمود، في كل كتف من طراز دوركى وآيوتي، كما يلاحظ فيها أن التكنية غير عادية ومميزة، كما كانت المكتبة غنية بالزخارف والكرانيش والحليات المعمارية.