كان في شمالي إفريقيا وبخاصة مراكش مبان محصنة ووجدت أيضاً في عدد من الأقاليم الجبلية وفي الواحات الجافة بالصحراء، ولم يكن لبعض القرى المبنية بالحجارة ومحطات التجارة التي كانت دائماً أو تكاد غير منتظمة في خطتها حيز من هذا القبيل فيما عدا المنشئات التي يتكون من جدارها الخارجي المتصل سور، يبدوا أن هذا الفنان المعماري العتيق قد أفسح الطريق في كل مكان تقريباً لأبنية من الطين المدكوك واللبن المجلوب من الواحات وبعض القرى وخاصة في التلال غير منتظمة الشكل وتتألف من مجموعة من الدور تمثل جبهة متصلة.
خصائص منشآت البربر المحصنة
أما فن العمارة في الواحات فله رسمه وزخارفه المميزة بشكل ملفت للنظر، وللقرى المحصنة (القصور) في السهول خطة منظمة الشكل كل الانتظام، حيث يحيط بها حيز تخترقه بوابات كبيرة الحجم في كثير من الأحيان وتحميها الطوابع في الأركان وتأثير التحصين الأندلسي المغربي ظاهر فيها كل الظهور.
وللقصور القائمة بذاتها وهي تعرف باسم تغرمت في مراكش أصل تاريخي أقدم عهداً، وهي على شكل قليعة بأربعة أبراج وقبل أن تكون ببرجين اثنين، وإذا جرت تخطيطها على التقليد الروماني كان الفن التشكيلي فيها من أصل أقدم، والأبراج الهرمية وهي في كثير من الأحيان تمتاز بانتفاخ في جذعها مأخوذة ولاريب عن مصر الفرعونية.
وكانت مآذن القرون الأولى للإسلام في بلاد البربر أيضاً ابراجاً هرمية مبتور في كثير من الأحيان، ويجد المرء في بوابات وسقوف بعض القصور في كثير من الأحيان في واحات مراكش صورة من الزخرف المصنوع من اللبن مشكلة من عناصر هندسية أندلسية مغربية.
وصف المنشآت البربرية
اتخذت الأبنية البربرية الأقدم في أوقات مختلفة اشكالاً إسلامية تابعة للقرن الوسطى، وقد سبق اصطناعها في منشآت التحصينات الحكومية في البلاد، ومن ثم فبلاد البربر ومراكش بخاصة وتعد متحفاً عجيباً للتحصينات المستلهمة من تقاليد جد عتيقة.
وفي هذا النمط المعماري بقيت القصور الحصون والمعابد لفترات زمنية طويلة تقوم بتكرار النمط المعماري نفسه مع إحداث تعديلات بسيطة لتواكب المستجدات الزمنية والدفاعية والحربية، حيث عملت حكومات البربر على حفظ النظام بين القبائل وزودتها بمدافع وغير من المعدات اللازمة.