هناك نقطة مهمة تساعد في إلقاء بعض الضوء على الفن المتعلق بالعمارة سواء العربية أو المستعربة أو المدجنة ألا وهي الفن الخاص بأسقف الكنائس المشيدة بالآجر، والتي تتسم بأنها ابتداء من القرن الثالث عشر تضم أسقفاً ذات التقنية المسماة البراطيم والجوائز مع وجود حمالات مزدوجة لربط جدران الرواق أو البلاطة المركزية وهي تصميمات ذات أصول موحدة.
خصائص عمارة الأسقف في طليطلة
حقيقة الأمر إن المساجد في مدن إسبانيا الإسلامية وكذلك مساجد الطليطلية قد وصلتنا من دون أسقف، غير أن البديل لهذا يتمثل في الإشارة إلى أن دور العبادة المستعربة ذات المخطط البازليكي في شمال شبه الجزيرة كان لها هذا الصنف من الأسقف وربما كانت البداية في دور العبادة القوطية.
تبدأ الاسقف الخشبية في طليطلة بكنائس سانتياجو دل وسان خوان، بعد ذلك حلت محلها أسقف حديثة تسير على نهج ما هو قديم، هناك سابقة مهمة لكل هذه الأسقف نراها في المساجد المرابطية والموحدية في تلمسان والتاثيرات التي نراها في المسجد الجامع في إشبيلية وهذه الحالات ترتبط بمساجد وكنائس مستعربة إسبانية سابقة ورثتها المباني الطليطلية المدجنة.
وصف عمارة الأسقف في طليطلة
إن الكنائس المشيدة من الآجر لها أسقف خشبية سيراً على المتبع في كنائس الهضبة العليا، وهذه الأسقف على شكل معجن ولها أزواج من الحمالات تربطها بالسقف نظراً للحرص على الضوء وخاصة البلاطة المركزية، ويلاحظ أن العمارة الإسلامية الأولية في المشرق لم تترك لنا أسقفاً من الصنف الطليطلي إلا أسقفاً ذوات عتب انتهى بها الأمر أن استقرت في قرطبة الأموية، وهذا الصنف من الأسقف لا نراه في طليطلة إلا في صالات القصور التي ترجع إلى القرن الحادي عشر.
كما ان كنيسة سان ميان كانت ذات سقف مستو رائع الزخرفة والغريب أنه من الناحية البنيوية شديد القرب من سقف المسجد الجامع في القيروان، هذه الكميات الضخمة من الأخشاب الطليطلية الرفيعة الزخرفة تفسح المجال لافتراض أنها كانت دور العبادة الخاصة بالديانات الأخرى، وعلى هذا فهذه الأخشاب تدخل ضمن المقولة التي تشير إلى أنه ورغم وفرة المواد أمامنا فإن حجم معرفتنا عن العمارة الطليطلية لازال جزيئاً وغير متوازن.