العمائر العباسية

اقرأ في هذا المقال


خصائص العمارة العباسية:

قام المنصور بتأسيس دار السلام (بغداد) بين عامي 135-149 هجري، وتعرف بالمدينة المدورة، وقد اختارها المنصور لعزل جنده عن أهل الكوفة حتى لا يفسدوهم، كما أن موقعها متميز بين دجلة والفرات، وقد تأثر في بنائها وموقعها وأهدافها بمدينة واسط التي بناها الحجاج، وقيل أن تسميتها ببغداد هو آكدي بابلي بمعنى (بعل جاد) أي معسكر بعل.

ولعل مدينة بابل يكون لها يكون لها أثر، حيث أنها تعني (باب الله)، فإن معناها الرب جل وعلا في اللغات السامية جميعاً، وتم تخطيط المدينة بالرماد على الواقع ثم أمر المنصور بوضع القطن وصب عليه الزيت وأشعله فرأى المدينة مجسمة، حيث كانوا قد خططوها بكل تفاصيلها من قصور ومساجد وبوابات، وقد تولى الحجاج بن أرطأة وجماعة كوفية تخطيطها، وبهذا خالف المنصور نهج الفاتحين الأول، حيث كانت مدنهم بين البر والبحر (الماء والصحراء)، كالبصرة والكوفة والفسطاط ودمشق والقيروان.

كما أن المنصور ابتكر تحصينات عسكرية جديدة كالأبواب المتعرجة والدهاليز الملتوية، وقد بلغت تكلفة بناء المدينة ثمانية عشر مليون ديار ذهبي، وقد كانت السلع فيها رخيصة ومتوفرة، وبلغ عرض السور في أساسه 50 ذراع وفي قمته 20 ذراع، كما جلب لها العمال والمواد والأبواب من الشام والعراق وجعل المنصور لها أربعة مداخل محورية، ويبلغ قطر المدينة 2710 متر، واستعمل في البناء قوالب اللبن يبلغ وزن الطوبة 200 رطل.

كما استخدم البوص كرباط بين المداميك، وهي طريقة عراقية قديمة، وللمدينة سوران خارجيان الداخلي منهما أعلى وأسمك من الخارجي، وقطاع الحائط على هيئة مدرجة مقسم إلى ثلاثة أقسام سمك السفلي 10 ذراع والوسط 9.25 ذراع والعلوي 8.5 ذراع، وفيه دهليز مقبب للدفاع والاحتماء من أسهم العدو.

مداخل مدينة بابل:

أما مداخلها فهي من النوع المنحرف حيث إنه يجتاز هذا المدخل قنطرة فوق خندق ثم يدخل في غرفة مستطيلة مغطاة بقبو نصف اسطواني، ويخرج منها إلى رحبة مكشوفة ثم يلج باباً يفتح على دهليز مغطى بقبو نصف اسطواني، أيضاً يؤدي هذا الدهليز على سلم يوصل إلى المجلس الذي يعلو الدهليز المقبب وغرفة مربعة تعلوها قبة محمولة على أربعة محاريب ركنية، ويذكر أن مائة ألف عامل قاموا ببناء المدينة بإشراف خمسة مهندسين.


شارك المقالة: