مدينة واسط:
يقع جامع الحجاج في مدينة واسط، توجد مدينة واسط في العراق وهي مدينة بناها الحجاج لتكون عاصمة العراق ولولاية الشرق الأموية، تمتد من الفرات غرباً إلى السند وجيحون شرقاً، كما أنه سماها بهذا الاسم؛ لتكون وسطاً بين الكوفتين (البصرة والكوفة)، ومن أهم عوامل وأسباب بناء مدينة واسط بأمر الحجاج الثقفي:
- التوسط بين المصرين (البصرة والكوفة).
- عزل الجند الشامي (جند الخلافة) عن مخالطة أهل السواد من نبط وعرب، فتفسد أخلاقهم بأهواء أولئك من شيعة وخوارج وسواهم.
وفي سبيل ذلك كلف الحجاج فرقاً من الرواد معهم أطباء كي يختاروا لهم موضعاً، فاختاروا واسط ولهذا سميت باسمها؛ لأنها في “أنف البرية وخفوق الريح”، وبعد أن أذن الخليفة وتم شراء الأرض من صاحبها (داوردان) فقد تم إنشاء المدينة بتكلفة 93 مليون درهم، وهو خراج السواد العراقي الذي دام خمس سنوات، وقد بنى الحجاج مسجداً جامعاً مربعاً طول ضلعه 200 ذراع.
كما يتأخذ قصر الإمارة شكل المربع، حيث إن طول ضلعه 400 ذراع (80دنوم)، وتنطلق منه شوارع أربعة بعرض 20 متر، ويوجد بجواره السوق الذي امتد حتى دجلة ومسجد الديماس وأحاطها (أي واسط) بسورين.
مسجد الحجاج بواسط:
وقد كانت له قبة خضراء -صنع المنصور العباسي قبة مناظرة لها في خلافته- وزخرفته محفورة على أساطينه، وهي قريبة الغور (أي الزخارف)، وتبدو حادة الأطراف بدون تكوير أو صقل، وقوام هذه الزخارف أوراق العنب وعناقيده تتلوى وتتشابك مع بعضها، وكذلك أزهار ذات أشكال مقررة وعناقيد يحتمل أنها عرناس ذرة.
وقد استخدم الأمريكيون تيجان الذرة (الحفر والعنب والذرة) ذات زخرفة متقاربة، كما لو كانت جزءاً من طراز زخرفي واحد، ولكنها متلائمة وقد أعيد استعمال هذه النقوش وبقيت نفسها عندما جدد بناء الجامع في العصر العباسي، وكان من عادة العراقيين حينها استخدام أساطين وآجر المباني القديمة في المباني الحديثة، وكانت تنتقل من مدينة إلى أخرى أحياناً، كما وجد في الجامع قطع من الحجارة المنقوشة، ويبدو فيها أخاديد عمودية مثلثة المقطع تنتهي بنطاق من الزخرفة، ويفصل في اثنين منها صف من الحزز والكريات بين الأخاديد ونطاق الزخرفة النباتية وقوامها نجوم وأوراد يترواح سمك هذه الحجارة بين35-50 سم.