منشأ وتطور القباب في العمارة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


مرت فترة طويلة في العمارة الإسلامية حتى ظهرت القبة في المنشئآت الإسلامية المدنية والدينية، ويرجع عدم استعمال القباب على الأرجح إلى عدم معرفة العرب بالجزيرة العربية لطريقة إنشاء القباب بالطوب أو الحجر، غير أن شكل القبة كان معروفاً لهم لوجوده في البلاد المحيطة بهم.
لهذا نجد هذه القباب في العمارة الإسلامية ظهرت بعد الفتح الإسلامي للبلاد المحيطة بشبه الجزيرة العربية والاحتكاك بالحضارات في بلاد ما بين النهرين وبالعمارة المسيحية الشرقية والعمارة القبطية في مصر.

تتطور القباب في العمارة الإسلامية:

إن أول قبة في الإسلام أقيمت في العصر الأموي والمعروفة باسم قبة الصخرة المشرفة عام 72 هجري/ 961 ميلادي، ومن المعروف أن هذه القبة كانت متأثرة عند إنشائها بقبة كنيسة القبر المقدس 335 ميلادي، والتي كانت متأثرة بمدفن في روما، وقد عالج العالم الأثري المعروف كريسويل هذا الموضوع بعناية، موضحاً كافة التأثيرات المعمارية والإنشائية والزخرفية من العمارة البيزنطية على عمارة قبة الصخرة.
كما وجدت تلك القبة الخشبية في معبد بغزة في فلسطين من القرن الثاني الميلادي، وثم وجدت بعد ذلك قبة خشبية في كنيسة القديس سمعان بالقرب من حلب حوالي عام 500 ميلادي، بعد ذلك وجدت القباب في المساجد أمام المحراب، فنراها في الجزء الأوسط من الرواق العرضي أمام المحراب بالجامع الأموي 705 ميلادي، وفي المسجد الأقصى بعد إعادة بناءه في عهد الخليفة المهدي.
ويرجع أن وجود القبة أعلى الفراغ أمام المحراب هو نوع من التأكيد المعماري على مكان المحراب، وذلك بتغطية هذا المكان بسقف يخالف بقية سقف المسجد، بالإضافة إلى ذلك فإن هذا المكان كان مخصصاً للخليفة في ذلك الوقت، وانتقلت القباب أمام المحراب في العمارة الإسلامية الفاطمية بمصر عن طريق شمال إفريقيا، فنراها بجامع الأزهر وبجامع الحاكم.
هذا بالإضافة لوجود قباب صغيرة في أركان هذه المساجد، إلا أن القبة أمام المحراب امتازات بكبر حجمها وتشكيل سطحها الخارجي بطريقة تختلف عن القباب الأخرى الموجودة في الأركان، كذلك وجدت القبة في بعض المساجد المملوكة بمصر، علماً بأن القبة أمام المحراب بجامع ابن طولون ترجع إلى نهاية القرن الثالث عشر الميلادي.
ووجدت قباب مفرغة في بعض المباني الإسلامية، فنراها في جامع قرطبة في القبة المحمولة على الأعصاب أعلى الفراغ على يمين المحراب، وفي الجامع الكبير بتلمسان أمام المحراب، كذلك وجدت تلك القباب في مصر في العصر الفاطمي.


شارك المقالة: